بالمكتبة الوطنية بباريس قطع يرجع تاريخها ، حسب تقدير الخبراء ، إلى القرنين الثامن والتاسع الميلاديين أي إلى القرنيين الثاني والثالث من الهجرة].
إن هذا الحشد من النصوص القديمة المعروفة متطابق كله فيما عدا بعض النقاط الطفيفة جدا التي لا تغير شيئا من المعنى العام للنص برغم أن السياق قد يقبل أحيانا أكثر من إمكانية للقراءة ، وذلك يرجع إلى أن الكتابة القديمة أبسط من الكتابة الحالية (١).
وهذا تصديق لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٢).
وكما قال بعض المنصفين من الأوربيين : إن القرآن إذا جرد من الشكل والتنقيط ، وبعض التعليقات عند أول كل سورة من كونها مكية أو مدنية ، ومن ذكر عدد آياتها ، يكون تماما هو القرآن الذي أنزل على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (٣).
فهذه الأدلة كلها من مصدرها الإسلامي تارة وأقوال المستشرقين أنفسهم تارة أخرى تؤكد سلامة القرآن الكريم من أي نقص أو زيادة ، وترد أقوال المفترين من المستشرقين ، ومن قبلهم المنحرفين المغالين من الشيعة ، والمجانبين لدقة البحث العلمي كأعضاء الموسوعة البريطانية الذين ينقصهم التوثيق ويعوز كلامهم الأدلة. وصدق الله إذ يقول : (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(٤).
الشبهة الثانية :
أ ـ عدد الحفظة للقرآن الكريم.
ب ـ ونزاهة الكتبة وشبههم حولهم.
__________________
(١) الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ص ١٢٣.
(٢) سورة الحجر آية : ٩.
(٣) قضايا قرآنية ص ٢١٩.
(٤) فصلت : ٤١ ـ ٤٢.