كما قام هؤلاء المستشرقون بإقناع أغنياء العالم الإسلامي بحفظ أموالهم في بلاد الغرب فانجر أغنياء الدول الإسلامية لهذه الخدعة فسلموهم أموالهم وأخذ الغرب يعمل ويصنع بها ، وإذا احتاجت دولة من الدول الإسلامية لقرض من القروض داينوهم من هذه الأموال بفوائد سنوية ربوية كبيرة ، فإن عجزوا عن التسديد تضاعف الربا عليهم ، حتى أثقلوا كاهلهم بالديون ، وقلّ أن تجد دولة إسلامية وليس عليها ديون كبيرة نتيجة لهذه الخطة الماكرة ، فبهذه السياسة الرهيبة تمكن المستعمرون بتوجيه من المستشرقين من رقاب المسلمين ، وحكامهم ، فأصبح الحكام لا يقدرون أن يعصوا لهم أمرا وإلا هددوهم بما عليهم من التزامات مالية كبيرة.
وإذا قام مصلح أو جماعة إصلاحية تنبه لهذا الخطر المدلهم أوعزوا إلى هؤلاء الحكام بالتهديد بديونهم تارة وبتخويفهم من ضياع سلطانهم تارة أخرى بالضرب بيد من حديد على يد هؤلاء المصلحين. وكان لهم ما أرادوا فامتلأت السجون بالدعاة المصلحين ، وحوربوا في أرزاقهم وحرياتهم واعتدي على كراماتهم وأعراضهم ردعا لهم عما قاموا من أجله ، وتفوهوا به من الإصلاح ، ووصل الأمر إلى حد التصفيات الجسدية وبإشراف من هؤلاء الغربيين على الأمر بأنفسهم من خلف الستار.
فبهذه السياسة الرهيبة للمستشرقين والدراسات الحاقدة لهم تكونت عقدة النقص في الشعوب الإسلامية ، مما دعاهم للتقليد الأعمى ، والتبعية دون وعي منهم لهذه الدول الكافرة ، مع الخضوع والذلة لهم والسير كما يريدون.
والحل هو أن ننتبه لخطر هذه الدراسات الاستشراقية ، وخطر سياسات هذه الدول الاستعمارية ، وأن نعرف ما يريدون من بلادنا وشعوبنا وأن نعرف أنهم ذئاب بثياب حملان ، وأعداء بألسنة مطلية بالعسل وحلو الكلام وعلى حكامنا إعادة الثقة بنفوس شعوبهم والتخفيف ما أمكن من حاجاتنا لهذه الدول المستعمرة وتقليل التبعية لهم مع رفع مستوى بلادهم خلقيا ونفسيا وصناعيا.