والثانوية ، بل يجب أن يكون الاهتمام الأكبر إلى خلق رأي عام ، والسبيل إلى ذلك هو الاعتماد على «الصحافة».
ويقرر «جب» أن الصحافة هي أقوى الأدوات الأوربية وأعظمها نفوذا في العالم الإسلامي (١).
لذا لا غرابة أن نجد كثيرا من الصحف في العالمين العربي والإسلامي تخدم هذا الهدف.
٤ ـ إنشاء المؤسسات التعليمية من : مدارس ، ومعاهد ، وجامعات ، وكراسي جامعية والتسلل للمجامع العلمية :
اهتم المستشرقون والمبشرون بالمؤسسات التعليمية بأنواعها لتخريج جماعات من الطلبة تجيد اللغات الشرقية ومهيئين لتحمل المسئوليات التي ستلقى على عاتقهم تجاه الشرق وأهله ، وليكونوا عملاء للاستعمار في بلاد الإسلام ، الاستعمار بشتى أساليبه وألوانه وليكونوا أداة تقوض صرح البناء الإسلامي من جميع جوانبه الدينية والثقافية والاجتماعية ، وذلك باتصالهم بالمسلمين فيوهمونهم بأنهم على معرفة تامة بأحوال الشرق وعلومه وعقائده ولغاته ، وهذا ما دأب عليه الاستشراق لتوهين قوى المسلمين وإيهامهم في كل مناسبة بأنهم ضعفاء ومتخاذلون في شتى الميادين.
وسأذكر بعض هذه المؤسسات التعليمية الاستشراقية.
أ ـ إنشاء المدارس :
اهتم المستشرقون بالمدارس ذات الطابع التبشيري ، والمدارس الحديثة التي أسست على مفاهيم غربية ، حيث وضعوا لها المناهج الخاصة وزودوها بمدرسين ذوي مهمة خاصة ليربّوا عليها النشء بطريقتهم الخاصة.
__________________
(١) المستشرقون ومشكلات الحضارة ص ٤٦.