بذلك كتبا تصف رحلتهم. ومن هؤلاء : كذلك «جورج والين الفنلندي» الذي طاف مصر والجزيرة العربية وبغداد ، وأصبهان ، وبصرى ، ودمشق ، في حوالي ١٨٤٠ م فاستمر أكثر من ست سنوات فكتب بذلك واصفا رحلته ومؤلفا كتابا في الفروق بين اللهجات العربية بين المتأخرين والمتقدمين وكان ذلك في سنة ١٨٤٥ م ، وغيرهم كثير (١).
٨ ـ إمداد الإرساليات التبشيرية إلى العالم الإسلامي بخبراتهم وجهودهم :
فالمعروف أن المبشرين تسللوا للمنطقة تحت شعارات مختلفة من ذلك بعض الأعمال الإنسانية في الظاهر كالمستشفيات والجمعيات الخيرية والمدارس ودور الأيتام ، ودور الضيافة ، وغيرها. ولكنها في الحقيقة لإلقاء الشبه والافتراءات والأباطيل ضد الإسلام بين أبناء المسلمين لتشكيكهم في دينهم فيسببوا ردتهم عنه.
كما أنه لوحظ أن بعض هذه المؤسسات كانت تختار الأذكياء من أبناء المسلمين فيأخذونهم من مرحلة ابتدائية أو متوسطة لتدريسهم في البلاد الغربية فيتلقون تعاليمهم وأفكارهم وسمومهم ويرجعون لبلادهم ليعملوا وينتجوا لهم أكثر من هؤلاء مجتمعين (٢).
__________________
(١) المستشرقون للعقيقي ٣ / ٣٣٩ ـ وما بعدها.
(٢) أجنحة المكر الثلاثة ص ١٣٣.