الفصل الخامس
القراءات القرآنية وشبه المستشرقين حولها
المبحث الأول :
سبب اختلاف القراءات القرآنية في نظر المستشرقين :
جاء في الموسوعة البريطانية (إن طبعة القرآن العربية لم تكن كاملة ، وذلك لوجود حروف ساكنة متعددة تثير كثيرا من البلبلة في الفهم ، كما لم يكن هناك طريقة بواسطتها تتبين أن حروف العلة من الممكن أن تميز بين معاني مختلفة ومتأصلة في مجموعة خاصة من الحروف الساكنة.
ولتكون الطبعة صحيحة لا بد من حفظها في الصدور دون كتابتها ، إلا أن هذه الطريقة أثارت اختلافا نتيجة لتعدد القراءات ، إلا أنه أخيرا أدخلت تحسينات على الطبعة العربية حيث أدخلت إشارات لتميز الحروف المتشابهة في الشكل ، وحروف العلة الطويلة دلل عليها بالحرف (ألف) بدل (ا) ، و (واو) بدل (يو) و (يا) بدل (ي) كما أن إشارات حروف العلة وضعت فوق أو تحت الحرف حيث أعطت لونا خاصا لا علاقة له بلب القرآن) (١).
حاول المستشرقون والمبشرون أن ينالوا من القرآن من خلال الطعن في القراءات القرآنية والرسم العثماني. والمؤسف جدا أن هذه الشبهات تلقفها أدعياء البحث العلمي من مستشرقين دافعهم الحقد على الإسلام والطعن فيه كما نرى هنا سير أصحاب الموسوعة البريطانية تبعا لآراء «جولد تسيهر» في القراءات كما وردت في كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي).
__________________
(١) قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ص ٢٢٠.