وشيخ ، وبرسباي ، وجقمق ، وأنيال ، وخشقدم ، وقايتباي ، وقانصوه الغوري ...» (١).
ولا شك في أن البلاد قاست كثيرا في عصر دولة المماليك الجراكسة من جراء المنازعات المستمرة بين طوائف المماليك وفرقهم ، وما كان ينجم عن تلك المنازعات من حوادث وقتال في الشوارع ، مما أوجد جوا من الرعب والفزع ، وعدم الاستقرار في البلاد ..» (٢).
ثانيا : الحالة الاجتماعية في عصر السلاطين الجراكسة
لقد عاش المماليك البرجية ـ كما يتضح من وصفهم ـ في أبراج القلعة ـ بادىء الأمر ـ مما جعلهم منعزلين عن الشعب ، ثم لما نزلوا واختلطوا بالناس بقيت عزلة اللغة والجنس والمنشأ والأصل ، مما جعلهم يشعرون في كثير من الحالات بالغربة وعدم الألفة بينهم وبين الأهالي.
وقد ترتب على ذلك طبقية الشعب ، وانقسامه إلى فئات متعددة ، بعضها يعيش في رغد ، وبعضها يعيش في ضيق وقلة عيش.
ويمكن تقسيم المجتمع في ذلك العصر إلى ثلاث طبقات رئيسية :
الأولى : السلاطين ومماليكهم :
وبالطبع فقد كان السلاطين مماليكا ، لذا نراهم قد اهتموا بمماليكهم ، وعنوا بهم عناية فائقة ، فنراهم يهتمون بفحص أبدانهم للتأكد من سلامتهم ، ويعلمونهم فنون القتال والفروسية ، حتى إذا انتهت المرحلة التعليمية ، يغادر المملوك طباقه ـ وهو المكان المخصص لمعيشته ـ إلى جامكية ، ويصرف له مصروف ، ثم يظل يتقلب من مرتبة إلى أخرى حتى يصلوا في بعض الأحيان إلى أمراء ، أو حتى يصبح الأمير «سلطانا مختصرا» على قول القلقشندي (٣).
وقد كانت طبقة المماليك عموما ، والسلاطين خاصة ، منعمة كل التنعيم ، فهم يعيشون في رغد من العيش ، ويرفلون في حياة من الترف.
الثانية : العلماء أو ما يسمون ب «المعممون» :
وقد اشتملت هذه الطبقة على أرباب الوظائف الديوانية والفقهاء والعلماء.
وقد أحس المماليك بضرورة تمييز هذه الطبقة والتقرب منها ، حيث إنها الحلقة الواصلة بين السلاطين وطوائف الشعب ، لذا فقد أقر المماليك بفضلهم ، حيث عن طريقهم عرف المماليك دينهم ، وفي بركتهم يعيشون.
الثالثة : عامة طوائف الشعب : تجار ـ حرفيون ـ عوام ـ فلاحون.
__________________
(١ و ٢) د سعيد عاشور : العصر المماليكي في مصر والشام ص ١٥٩.
(٣) صبح الأعشى ٤ / ٦٥.