التاسع : أنا نصف (١) الأسماء بكونها عربية وفارسية ، فنقول : الله : اسم عربيّ ، وخوذاي : اسم أعجميّ وأما ذات الله تعالى ، فمنزّهة عن كونه كذلك.
العاشر : قال تبارك وتعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) [الأعراف : ١٨٠] أمرنا بأنا ندعو الله بأسمائه ، والاسم آلة الدعاء ، والمدعوّ هو الله تعالى ، والمغايرة بين ذات المدعوّ ، وبين اللفظ الذي يحصل به الدعاء معلوم بالضرورة.
واحتج من قال : الاسم هو المسمّى بالنّص ، والحكم :
أما النّصّ ، فقوله تعالى : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) والمتبارك المتعالى هو الله ـ تبارك وتعالى ـ لا الصوت ولا الحرف.
وأما الحكم : فهو أنّ الرجل إذا قال : «زينب طالق» (٢) ، وكان زينب (٣) اسما لامرأته ، وقع عليها الطّلاق ، ولو كان الاسم غير المسمى ، لكان قد أوقع الطلاق على غير تلك المرأة ، فكان يجب ألّا يقع الطلاق عليها.
الجواب عن الأول : أن يقال : لم لا يجوز أن يقال : كما أنّه يجب علينا أن نعتقد كونه منزها عن النقائص (٤) والآفات ، فكذلك يجب علينا تنزيه الألفاظ الموضوعة لتعريف ذات الله ـ تعالى ـ وصفاته عن العبث ، والرّفث ، وسوء الأدب؟
وعن الثّاني : أنّ قولنا «زينب طالق» معناه : أنّ الذات التي يعبر عنها بهذا اللفظ «طالق» ، فلهذا السبب وقع الطلاق عليها. و «الله» في «بسم الله» مضاف إليه.
وهل العامل في المضاف إليه المضاف أو حرف الجر المقدّر ، أو معنى الإضافة؟
__________________
(١) في أ : نصرف.
(٢) الطلاق لغة : مصدر ، طلّقت المرأة : بانت من زوجها ، وأصل الطلاق في اللغة : التخلية ، يقال : طلقت الناقة : إذا سرحت حيث شاءت ، وحبس فلان في السجن مطلقا بغير قيد ، وفرس طلق إحدى القوائم : إذا كانت إحدى قوائمها غير محجلة ، والإطلاق : الإرسال. انظر : الصحاح : ٤ / ١٥١٨ ، والمغرب : ٢٩٢ ، ولسان العرب : ١٠ / ٢٢٥ ، والمصباح المنير : ٢ / ٥٧٣.
واصطلاحا :
عرفه الحنفية بأنه : إزالة النكاح الذي هو قيد معنى.
عرفه الشافعية بأنه : حل عقد النكاح بلفظ الطلاق ونحوه ، أو هو : تصرف مملوك للزوج يحدثه بلا سبب ، فيقطع النكاح.
عرفه المالكية بأنه : إزالة القيد وإرسال العصمة ؛ لأن الزوجة تزول عن الزوج.
عرفه الحنابلة بأنه : حل قيد النكاح أو بعضه.
انظر : الاختيار لتعليل المختار : ص ٦٢ ، والتبيين : ٢ / ١٨٨ ، والدرر : ١ / ٣٥٨ ، والبدائع : ٤ / ١٧٦٥ ، ومغني المحتاج : ٣ / ٢٧٩ ، والخرشي على مختصر سيدي خليل : ٣ / ١١ ، والكافي : ٢ / ٧١ ، وكشاف القناع : ٥ / ٢٣٢ ، والمغني : ٧ / ٣٦٣.
(٣) في أ : اسم زينب.
(٤) في أ : نقص.