وقال الآخر : [الرجز]
١٩٨ ـ حوكت على نولين إذ تحاك |
|
تختبط الشّوك ولا تشاك (١) |
وقال الأخفش : «ويجوز «قيل» بضم القاء والياء» ، يعني مع الياء ؛ لأن الياء تضم أيضا. وتجيء هذه اللغات الثلاث في «اختار» و «انقاد» ، و «ردّ» ، و «حبّ» ونحوها ، فتقول : «اختير» بالكسر ، والإشمام ، و «اختور» ، وكذلك : «انقيد» ، و «انقود» ، و «ردّ» ، و «ردّ» ، وأنشدوا : [الطويل]
١٩٩ ـ وما حلّ من جهل حبا حلمائنا |
|
ولا قائل المعروف فينا يعنّف (٢) |
بكسر حاء «حل».
وقرىء : «ولو ردّوا» [الأنعام : ٢٨] بكسر الراء.
والقاعدة فيما لم يسم فاعله أن يضمّ أول الفعل مطلقا ؛ فإن كان ماضيا كسر ما قبل آخره لفظا نحو : «ضرب» ، أو تقديرا نحو : «قيل» ، و «اختير».
وقد يضم ثاني الماضي أيضا إذا افتتح بتاء مطاوعة نحو : «تدحرج الحجر» ، وثالثه إن افتتح بهمزة وصل نحو : «انطلق بزيد» واعلم أن شرط جواز اللّغات الثلاث في «قيل» ، و «غيض» ، ونحوهما ألا يلتبس ، فإن التبس عمل بمقتضى عدم اللّبس ، هكذا قال بعضهم ، وإن كان سيبويه قد أطلق جواز ذلك ، وأشمّ الكسائي (٣) : (قِيلَ) [البقرة : ١١] ، (غِيضَ) [هود : ٤٤] ، (وَجِيءَ) [الزمر : ٦٩](وَحِيلَ) [سبأ : ٥٤](وَسِيقَ الَّذِينَ) [الزمر : ٧١] و (سِيءَ بِهِمْ) [هود : ٧٧] ، و (سِيئَتْ وُجُوهُ) [الملك : ٢٧] ، وافقه هشام في الجميع ، وابن ذكوان في «حيل» وما بعدها ، ونافع في «سيء» و «سيئت» ، والباقون بإخلاص الكسر في الجميع.
والإشمام له معان أربعة في اصطلاح القراء سيأتي ذلك في قوله : (لا تَأْمَنَّا) [يوسف : ١١] إن شاء الله تعالى.
و «لهم» جار ومجرور متعلّق ب «قيل» ، و «اللّام» للتبليغ ، و «لا» حرف نهي يجزم
__________________
(١) البيت لرؤبة وليس في ديوانه. ينظر أوضح المسالك : ١ / ٣٨٧ ، الأشموني : ٢ / ٦٣ ، الهمع : ١ / ١٢٥ ، شرح الكافية الشافية : ٢ / ٦٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١١٤.
(٢) البيت للفرزدق ينظر ديوانه : ٢ / ٢٩ ، والكتاب : ٤ / ١١٨ ، وشرح أبيات سيبويه : ٢ / ٣٨١ ، ولسان العرب [حلل] ، والمحتسب : ١ / ٣٤٦ ، المنصف : ١ / ٢٥٠ ، وجمهرة أشعار العرب : ص ٨٨٧ ، معاني الأخفش : ١ / ١٩٨ ، الدر المصون : ١ / ١١٨.
(٣) انظر شرح طيبة النشر : ٤ / ٤ ، وحجة القراءات : ٨٩ ، والحجة : ١ / ٣٤٠ ، وإتحاف : ١ / ٣٧٩ ، وإعراب القراءات : ١ / ٦٧ ، والعنوان : ٦٨ ، وشرح الطيبة : ٢٥٩ ، وشرح شعلة : ٢٥٩.
وقد قرأ بالإشمام أيضا هشام ، وهو لغة قيس وعقيل ومن وافقهم.