٢٤٦ ـ طيّ اللّيالي زلفا فزلفا |
|
سماوة الهلال حتّى احقوقفا (١) |
والسماء مؤنث قال تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) [الانفطار : ١] وقد تذكّر ؛ قال تعالى : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) [المزمل : ١٨] ؛ وأنشد : [الوافر]
٢٤٧ ـ ولو رفع السّماء إليه قوما |
|
لحقنا بالسّماء مع السّحاب (٢) |
فأعاد الضّمير من قوله : «إليه» على «السّماء» مذكّرا ، ويجمع على «سماوات ، وأسمية ، وسميّ» ، والأصل «فعول» ، إلا أنه أعلّ إعلال «عصيّ» بقلب الواوين ياءين ، وهو قلب مطّرد في الجمع ، ويقلّ في المفرد نحو : عتا ـ عتيّا ، كما شذ التصحيح في الجمع قالوا : «إنكم لتنظرون في نحوّ كثيرة» ، وجمع أيضا على «سماء» ، ولكن مفرده «سماوة» ، فيكون من باب تمرة وتمر ، ويدلّ على ذلك قوله : [الطويل]
٢٤ ـ ........... |
|
... فوق سبع سمائيا(٣) |
ووجه الدّلالة أنه ميّز به «سبع» ولا تميّز هي وأخواتها إلّا بجمع مجرور.
وفي قوله : «من السّماء» ردّ على من قال : إن المطر إنما يحصل من ارتفاع أبخرة رطبة من الأرض إلى الهواء ، فتنعقد هناك من شدّة برد الهواء ، ثم ينزل مرة أخرى ، فذاك هو المطر ، فأبطل الله هذا المذهب بأن بيّن أن الصّيب نزل من السّماء ، وقال : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) [الفرقان : ٤٨].
وقال : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) [النور : ٤٣].
قوله : (فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) [البقرة : ١٩] يحتمل أربعة أوجه :
أحدها : أن يكون صفة ل «صيّب».
__________________
(١) البيت للعجاج. ينظر ديوانه : (٢ / ٢٣٢) ، والكتاب : (١ / ٣٥٩) ، والتهذيب واللسان (حقف) ، مجاز القرآن : (١ / ٣٠) ، وغريب القرآن : (٢١٠) ، والبحر المحيط : (١ / ٢١٨) ، والدر المصون : (١ / ١٣٦).
(٢) ينظر البيت في إعراب ثلاثين سورة (٩٨) ، البحر : (١ / ٢١٩) ، الدر المصون : (١ / ١٣٦) ، روح المعاني : (١ / ١٧١).
(٣) جزء من عجز بيت لأمية بن أبي الصلت وتمام البيت :
له ما رأت عين البصير وفوقه |
|
سماء الإله ... |
ينظر ديوانه : (٧٠) ، والكتاب : ٢ / ٥٩ ، والمقتضب : (١ / ١٤٤) ، الخصائص : (١ / ٢١١) ، الخزانة : (١ / ١١٨) ، والمخصص : ٩ / ٣ ، والمنصف : (٢ / ٦٦ ، ٦٨) ، واللسان (سما) ، والمذكر والمؤنث للمبرد : ١٢١٠ والأصول : ٢ / ٩٣ ، وما ينصرف وما لا ينصرف : ١١٥ ، والسيرافي : ١ / ١٣٨.
والشاهد فيه ـ سمائيا ـ ؛ حيث حرك الياء في الجر ضرورة ، ويضاف إلى هذا ضرورتان أخريان : جمع «سماء» على «فعائل» ؛ كشمال وشمائل ، والمستعمل فيها «سماوات» ، والأخرى : أنه لم يغيرها إلى الفتح والقلب ، فيقول : «سمايا» ؛ كما يقال : خطايا.