بعض ما حوى الكتاب
أولا : الشواهد الشعرية في الكتاب
كان للشواهد عند العلّامة ابن عادل مكانة عليا في بناء القواعد النحوية ، فنراه كثير الاحتجاج بها أثناء توضيح معاني الألفاظ القرآنية. ولم يكن ـ رحمهالله ـ يتناول كلمة من حيث الإعراب إلا ويأتي بشاهد من شواهد العربية عليها. وحينما يعرض لبيان معنى غريب اللغة يوضح لغته ويبسطها. كما أنه يستشهد ـ في كل ذلك ـ بكثير من الأشعار التي تدلل على صحة ما يراه ، وتكشف كثيرا مما غمض من المسائل النحوية ، وتفصل الخلاف بين النحاة ، وترجح رأيا على آخر ، وتفيد كذلك في الجانب الصرفي ؛ وبعبارة موجزة ؛ فإن الكتاب يعج بالاستشهادات الشعرية التي تخدم مناحي البلاغة بمفهومها الشامل .. والأرحب (١).
ثانيا : الحديث في اللباب
لا شك أن لكلام النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنوار خاصة يستضيء بها الباحث في معرفة الأحكام الشرعية واللغوية فكان ابن عادل ـ رحمهالله ـ كثيرا ما يستشهد بالأحاديث النبوية في إثبات ذلك وها نحن نذكر لك طرفا من خلاف العلماء قديما في قضية هذا الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف.
فمن القضايا المهمة التي طرحت نفسها على الساحة اللغوية قضية الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف ، وجرى الاختلاف بين علماء العربية بما يروى من الأحاديث النبوية ، وانقسمت الآراء إلى مانعة من الاستشهاد به ، وإلى مجوزة للاستشهاد به على تفصيل سنورده. بينما اتفق علماء العربية في إثبات الألفاظ اللغوية ، وتقرير الأصول النحوية ، إلى القرآن الكريم ، وكلام العرب الخلّص.
وسنتعرض الآن لتحرير الخلاف بين العلماء في هذه القضية ، ونورد احتجاج كل فريق.
أولا : الذين جوّزوا الاستشهاد بالحديث
حيث رأى هذا الفريق ضرورة الاحتجاج بالحديث في اللغة ، بل عدوه في الأصول
__________________
(١) أردنا التعريف بفوائد الكتاب بعامة ، ولو قصدنا إلى ضرب الأمثلة لاحتجنا إلى كراريس كثيرة.