فصل في بيان هل التعوذ في كل ركعة؟
قال بعض العلماء ـ رحمهمالله ـ : إنه يتعوذ في كل ركعة.
وقال بعضهم : لا يتعوذ إلا في الركعة الأولى.
حجته : أن الأصل هو العدم ، وما لأجله أمرنا بالاستعاذة ؛ هو قوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) [النحل : ٩٨] وكلمة «إذا» لا تفيد العموم.
ولقائل أن يقول : إنّ ترتيب الحكم على الوصف المناسب يدلّ على العلّة ؛ فيتكرر الحكم بتكرر العلّة.
فصل في بيان سبب الاستعاذة
التعوذ في الصّلاة ، لأجل القراءة ، أم لأجل الصّلاة؟
عند أبي حنيفة (١) ومحمد (٢) ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أنه للقراءة (٣) [وعند أبي يوسف(٤) :
__________________
(١) النعمان بن ثابت الفارسي ، أبو حنيفة إمام العراق وفقيه الأمة ، عن عطاء ، ونافع ، والأعرج ، وطائفة ، وعنه حماد ، وزفر ، وأبو يوسف محمد ، وجماعة ، وثقه ابن معين. وقال ابن المبارك : ما رأيت في الفقه مثل أبي حنيفة. وقال مكي : أبو حنيفة أعلم أهل زمانه. وقال القطان : لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة. قال ابن المبارك : ما رأيت أورع منه ـ مات سنة خمسين ومائة ـ.
ينظر ترجمته في : تهذيب الكمال : ٣ / ١٤١٥ ، وتهذيب التهذيب : ١٠ / ٤٤٩ (٨١٧) ، وتقريب التهذيب : ٢ / ٣٠٣ ، وخلاصة تهذيب الكمال : ٣ / ٩٥٣ ، والكاشف : ٣ / ٢٠٥ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٨ / ٨١ ، وتاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٤٣ ، ١٠٠ ، ٢٣٠ ، الجرح والتعديل : ٨ / ٢٠٦٢ ، وميزان الاعتدال : ٤ / ٢٦٥ ، وتاريخ أسماء الثقات : ١٤٧٧ ، والأنساب : ٦ / ٦٤ ، والكامل : ٧ / ٢٤٧٢ ، والضعفاء الكبير : ٤ / ٢٦٨ ، والمعين : ٥٤٦ ، وتراجم الأحبار : ٤ / ٢٦٨ ، والتاريخ لابن معين : ٣ / ٦٧ ، وتاريخ الثقات : ٤٥٠ ، وتاريخ بغداد : ١٣ / ٤٢٣ ، ٤٢٤.
(٢) محمد بن الحسن بن فرقد ، من موالي بني شيبان ، أبو عبد الله ، إمام بالفقه والأصول ، وهو الذي نشر علم أبي حنيفة ، ولد ب «واسط» سنة ١٣١ ه ، له كتب كثيرة في الفقه والأصول منها : المبسوط ، الزيادات ، الجامع الكبير ، الجامع الصغير ، الآثار ، الأمالي ، الأصل ، وغيرها كثير. توفي في ١٨٩ ه. ينظر : الفهرست لابن النديم : ١ / ٢٠٣ ، والفوائد البهية : ١٦٣ ، والوفيات : ١ / ٤٥٣ ، والبداية والنهاية : ١٠ / ٢٠٢ ، والجواهر المضية : ٢ / ٤٢ ، وذيل المذيل : ١٠٧ ، ولسان الميزان : ٥ / ١٢١ ، والنجوم الزاهرة : ٢ / ١٣٠ ، ولغة العرب : ٩ / ٢٢٧ ، وتاريخ بغداد : ٢ / ١٧٢ ـ ١٨٢ ، والانتقاء : ١٧٤ ، والأعلام : ٦ / ٨٠.
(٣) في أ : للصلاة.
(٤) يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي ، أبو يوسف : صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه ، وأول من نشر مذهبه ، كان فقيها علامة من حفاظ الحديث ، ولد بالكوفة وتفقه بالحديث والرواية ، ثم لزم أبا حنيفة ، فغلب عليه الرأي ، وولي القضاء ب «بغداد» ، أيام المهدي ، والهادي ، والرشيد ، وهو أول من دعي : «قاضي القضاة» ، ويقال له : قاضي قضاة الدنيا ، وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة ، وكان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب ، من كتبه : ـ