وخمسمائة ذراع (١) ، مع ضعف سندهما ومهجوريتهما ولا سيّما الأول.
وقدّر في المشهور الذراع بأربع وعشرين إصبعا ، والإصبع بسبع شعيرات متلاصقات بالسطح الأكبر ، وقيل : ستّ (٢) ، ولعل الاختلاف بسبب اختلافها.
وعرض كل شعيرة بسبع شعرات من أوسط شعر البرذون.
وضبط مدّ البصر في الأرض بأنه ما يتميز به الفارس من الراجل للمبصر المتوسط في الأرض المستوية.
ولو وافق أحد هذين التقديرين المسير في بياض اليوم المعتدل قدرا وزمانا ومكانا على الأقوى فذاك ، وإلاّ ففي ترجيحهما عليه كما عليه الشهيد الأول في الذكرى (٣) ، أو العكس كما عليه الثاني في روض الجنان وغيره (٤) ، أو الاكتفاء في لزوم القصر بأيّهما حصل أوّلا كما عليه سبطه (٥) ، أوجه وأقوال ، والاحتياط واضح.
وذكر جماعة (٦) أن مبدأ التقدير من آخر خطّة البلد في المعتدل ، وآخر محلّته في المتسع.
ولا ريب في الأول ؛ لكونه المتبادر من إطلاق الفتوى والنص.
ولعلّ الوجه في الثاني عدم تبادره من الإطلاق ، فيرجع إلى المتبادر منه ، كما يرجع في إطلاق الوجه مثلا غير مستوي الخلقة إلى مستويها ، لكونه
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٣٢ / ٣ ، الوسائل ٨ : ٤٦٠ أبواب صلاة المسافر ب ٢ ح ١٣.
(٢) المصباح المنير : ٥٨٨.
(٣) الذكرى : ٢٥٩.
(٤) روض الجنان : ٣٨٣ ؛ وانظر الذخيرة : ٤٠٧.
(٥) المدارك ٤ : ٤٣٢.
(٦) منهم : ابن فهد في المهذب البارع ١ : ٤٨٢ ، والمحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان ٣ : ٣٦٦ ، وصاحبا المدارك ٤ : ٤٣٢ ، والحدائق ١١ : ٣٠٥ ؛ وانظر المسالك ١ : ٤٩.