العلاّمة أدام الله تعالى أيامه (١) ، إلاّ أنهما قادحان في مقام المعارضة لنحو الأدلة المتقدمة الكثيرة المعتضدة بالشهرة العظيمة المتأخرة المتحققة ، بل مطلقا كما في (٢) التذكرة (٣) ، سيّما الصريح منها ، وهو الإجماع المنقول.
وبالجملة : فهذا القول في غاية القوة وإن كان الأولى مراعاة الاحتياط (٤) في نحو المسألة ، خروجا عن شبهة قول هؤلاء الجماعة وإن كان الظاهر ممّا ذكرنا ضعفه.
وأولى منه ضعفا ما يحكى عن الإسكافي من جعل الخمسة كالعشرة قاطعة لكثرة السفر مطلقا (٥) ؛ لعدم دليل عليه مع ذلك (٦) أصلا.
وما في الصحيحين (٧) من أن المكاري والجمّال إذا جدّ بهما السير فليقصّرا (٨) ؛ لإجمالهما ، وعدم وضوح المراد من جدّ السير فيهما.
ولذا اختلف الأصحاب في تنزيلهما وحملهما على من يجعل المنزلين منزلا مع تخصيص التقصير بالطريق ، كما عليه الكليني والشيخ في التهذيب (٩) ، استنادا إلى رواية مع ضعف سندها لا دلالة لها على ما اعتبراه.
أو على ما إذا أنشئا سفرا غير صنعتهما ، كما عليه الشهيد في الذكرى ،
__________________
(١) راجع شرح المفاتيح للوحيد البهبهاني ( مخطوط ).
(٢) في « م » زيادة : النهاية و. ( راجع نهاية الإحكام ٢ : ١٧٩ ).
(٣) التذكرة ١ : ١٩١.
(٤) بالجمع بين القصر والإتمام نهارا. منه رحمه الله.
(٥) حكاه عنه في المختلف : ١٦٤.
(٦) مع معارضته بالأدلة المتقدمة كلها حتى التي استدل بها الجماعة. منه رحمه الله.
(٧) عطف على : ما يحكى.
(٨) التهذيب ٣ : ٢١٥ / ٥٢٨ ، ٥٢٩ ، الاستبصار ١ : ٢٣٣ / ٨٣٠ ، ٨٣١ ، الوسائل ٨ : ٤٩٠ أبواب صلاة المسافر ب ١٣ ح ١ ، ٢.
(٩) الكافي ٣ : ٤٣٧ ، التهذيب ٣ : ٢١٥.