وكذا المراد من قوله : « خرج من سفره » قرب الخروج ، وأراد به المقاربة من فعله ، لا الخروج حقيقة.
( وكذا لو دخل من سفره أتمّ مع بقاء الوقت ) ولو بمقدار ركعة ، على المشهور بين المتأخرين كما في روض الجنان وغيره (١) ، حتى أن جملة منهم ممّن قال في المسألة الأولى بالقول الثاني وافق هنا كالشهيدين والفاضل في كتبه (٢) ، ولم يتوقف المتوقف السابق.
لعين ما مرّ حتى الإجماع المحكي ؛ مضافا إلى الصحيح : عن الرجل يدخل عليه وقت الصلاة في السفر ، ثمَّ يدخل بيته قبل أن يصلّيها ، قال : « يصلّيها أربعا » وقال : « لا يزال يقصّر حتى يدخل بيته » (٣).
خلافا للمحكي عن الشيخ في أحد قوليه فما مرّ من التفصيل (٤).
وفي الآخر ـ المحكي أيضا عن الإسكافي ـ فالتخيير (٥).
وعن قائل غير معروف فإطلاق لزوم التقصير (٦).
ومرّ مستند الجميع مع ما فيه.
( ولو فاتت اعتبر ) في القضاء ب ( حال الفوات لا حال الوجوب ) فيقضي على المختار قصرا في المسألة الاولى ، وتماما في الثانية ؛ لعموم قوله عليهالسلام : « فليقض ما فاته كما فاته » (٧).
__________________
(١) روض الجنان : ٣٩٨ ؛ وانظر الذخيرة : ٤١٥ ، والحدائق ١١ : ٤٨٠.
(٢) الشهيد الأول في الدروس ١ : ٢١٢ ، الشهيد الثاني في الروضة ١ : ٣٧٦ ، العلامة في المنتهى ١ : ٣٩٦ ، ونهاية الإحكام ٢ : ١٦٥.
(٣) التهذيب ٣ : ١٦٢ / ٣٥٢ ، الوسائل ٨ : ٥١٣ أبواب صلاة المسافر ب ٢١ ح ٤.
(٤) المبسوط ١ : ١٤١ ، التهذيب ٣ : ١٦٣ ، ٢٢٣ ، الاستبصار ١ : ٢٤٠.
(٥) حكاه عن الشيخ والإسكافي في الذكرى : ٢٥٧.
(٦) نقله في روض الجنان : ٣٩٨.
(٧) عوالي اللئالي ٣ : ١٠٧ / ١٥٠ بتفاوت.