والعدس : شدة الوطء ، والكدح أيضا ، يقال : عدسه. وعدس في الأرض ذهب فيها ، وعدست إليه المنيّة أي : سارت ؛ قال الكميت : [الطويل]
٥٣٦ ـ أكلّفها هول الظّلام ولم أزل |
|
أخا اللّيل معدوسا إليّ وعادسا |
أي : يسار إليّ بالليل. وعدس لغة في حدس ، قاله الجوهري. وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عليكم بالعدس فإنه مبارك مقدّس ، وإنه يرقق (١) القلب ويكثر الدّمعة فإنه بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم» (٢).
اختلف العلماء في أكل البصل والثّوم [والكراث](٣) وما له رائحة كريهة من البقول.
فذهب الجمهور إلى الإباحة ، للأحاديث الثابتة في ذلك.
وذهبت طائفة من أهل الظاهر ـ القائلين بوجوب صلاة الفرض في الجماعة إلى المنع ؛ لأن النبي ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ سمّاها خبيثة.
وقال تعالى : (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) [الأعراف : ١٥٧].
والصحيح الأول ؛ لقوله ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ لبعض أصحابه : «كل فإنّي أناجي من لا تناجي» (٤).
فصل في لفظ أدنى
قوله : (أَتَسْتَبْدِلُونَ ؛) وفي مصحف أبي «أتبدّلون الّذي هو أدنى» ، وفيه ثلاثة أقوال :
أحدها : ـ وهو الظاهر ـ قول الزجاج أن أصله : «أدنو» من الدنو ، وهو القرب ، فقلبت الواو ألفا لتحركها ، وانفتاح ما قبلها ، ومعنى الدّنوّ في ذلك فيه وجهان :
أحدهما : أنه أقرب لقلّة قيمته وخساسته.
__________________
ـ والمحتسب : ٢ / ٩٤ ، وشرح المفصل : ٢ / ١٦ ، ٤ / ٢٣ ، وشرح شذور الذهب : ص ١٩٠ ، وشرح قطر الندى : ص ١٠٦ ، ومغني اللبيب : ٢ / ٤٦٢ ، وهمع الهوامع : ١ / ٨٤ ، القرطبي : ١ / ٢٩٠.
ينظر ديوانه : (١٨٧) ، القرطبي : (١ / ٢٩٠) ، اللسان (عدس).
(١) في ب : يرق.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير كما في «مجمع الزوائد» (٥ / ٤٧) وابن الجوزي في «الموضوعات» (٢ / ٢٩٤) وذكره السيوطي في اللآلىء المصنوعة (٢ / ١١٥).
(٣) سقط في ب.
(٤) أخرجه البخاري في الصحيح (٢ / ٢٢) كتاب الصلاة باب ما جاء في الثوم النيء .. حديث رقم (٨٥٥) ، (٩ / ١٩٧) كتاب الاعتصام بالسنة باب الأحكام التي تعرف ... حديث رقم (٧٣٥٩).
ومسلم في الصحيح (١ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥) كتاب المساجد مواضع الصلاة (٥) باب نهي من أكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو نحوها (١٧) حديث رقم (٧٣ / ٥٦٤) ... وأبو داود كتاب الأطعمة باب ٤١ والبيهقي في السنن (٣ / ٧٧) ، (٧ / ٥٠) ـ وأبو عوانة في مسنده (١ / ٤١٠) وذكره ابن عبد البر في التمهيد (٦ / ٤١٧).