غاز ، وأسند أبو عبيد إلى ابن عباس : «ما الصّابون إنا هي الصابئون ، والخاطون إنما هي الخاطئون». فقد اجتمع في قراءة نافع همز «النبيين» ، وترك همز «الصابئين». [وقد علم أنّ العكس فيهما أفصح](١).
فصل في تفسير الصابئين
[وللمفسرين في تفسير «الصّابئين» أقوال](٢) :
فقال مجاهد والحسن : هم طائفة بين اليهود والمجوس لا تؤكل ذبائحهم ، ولا تنكح نساؤهم(٣).
وقال السّدي : هم فرقة من أهل الكتاب (٤) [وقاله إسحاق بن راهويه. قال ابن المنذر](٥):
وقال إسحاق : لا بأس بذبائح الصابئين ؛ لأنهم طائفة من أهل الكتاب.
وقال أبو حنيفة : لا بأس بذبائحهم ، ومناكحة نسائهم.
وقال الخليل : هم قوم يشبه دينهم دين النّصارى ، إلّا أن قبلتهم نحو مهبّ الجنوب ، يزعمون أنهم على دين نوح عليه الصّلاة والسّلام. [نقله](٦) القرطبي.
وقال قتادة : قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون إلى الشمس كل يوم خمس صلوات.
وقال أيضا : الأديان خمسة أربعة للشّيطان ، وواحد للرحمن ، وهم : الصابئون وهم يعبدون الملائكة ، والمجوس يعبدون النّار ، والذين أشركوا يعبدون الأوثان ، واليهود والنّصارى ، وقال : هم قبيلة نحو «الشام» بين اليهود والنّصارى ، والمجوس لا دين لهم ، وكان مجاهد لا يراهم من أهل الكتاب ، وهو منقول عن أبي حنيفة.
وقال قتادة ومقاتل : هم قوم يقرون بالله عزوجل ، ويعبدون الملائكة ، ويقرون بالزّبور ، ويصلون إلى الكعبة أخذوا من كلّ دين شيئا.
وقال [الكلبي](٧) : «هم قوم بين اليهود والنّصارى يحلقون أوساط رؤوسهم ، ويجبّون مذاكيرهم». وقال عبد العزيز بن يحيى : درجوا وانقرضوا.
وقيل : هم الكلدانيون الذين جاءهم إبراهيم ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ رادّا عليهم ومبطلا لقولهم ، وكانوا يعبدون الكواكب.
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) في أ : فصل : اختلف المفسرون في مذهب الصابئين.
(٣) أخرجه عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد كما في «الدر المنثور» (١ / ١٤٥).
(٤) أخرجه وكيع عن السدي كما في «الدر المنثور» (١ / ١٤٦).
(٥) سقط في ب.
(٦) في ب : رواه.
(٧) في ب : الطبري.