غيره مما عينه همزة نحو : «نأى ـ ينأى» ولا يجوز عدم النقل في «رأى» وبابه إلا ضرورة كقوله: [الوافر]
٥٩٢ ـ أري عينيّ ما لم ترأياه |
|
كلانا عالم بالتّرّهات (١) |
فصل في نظم الآية
[لقائل أن يقول](٢) : إن ذلك كان آية واحدة فلم سميت بالآيات؟
فالجواب : أنها تدلّ على وجود الصانع القادر على المقدورات العالم بكلّ المعلومات المختار في الإيجاد والإبداع ، وعلى صدق موسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ وعلى براءة من لم يقتل ، وعلى تعيين القاتل ، فهي وإن كانت آية واحدة إلا أنها لمّا دلت على [هذه](٣) المدلولات الكبيرة لا جرم جرت مجرى الآيات.
قوله : (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) تقدم تفسير العقل.
قال الواقديّ (٤) : كل ما في القرآن من قوله : (لَعَلَّكُمْ) فهو بمعنى «لكن» إلّا التي في الشعراء : (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) [الشعراء : ١٢٩] فإنه بمعنى [لعلكم](٥) تخلدون فلا تموتون.
فإن قيل : القوم كانوا عقلاء قبل عرض هذه الآيات عليهم ، وإذا كانوا عقلاء امتنع أن يقال : إني عرضت عليك الآية الفلانية لكي تصير عاقلا [فالجواب أنه](٦) لا يمكن إجراء الآية على ظاهرها ، بل لا بد من التأويل ، وهو أن يكون المراد : لعلكم تعلمون على [قلة](٧) عقولكم وأن من قدر على إحياء نفس واحدة قدر على إحياء الأنفس كلها لعدم الاختصاص حتى لا ينكروا المبعث
فصل في توريث القاتل
ذكر كثير من المتقدمين أن من جملة أحكام هذه الآية أن القاتل هل يرث أم لا؟
__________________
(١) البيت لسراقة البارقي. ينظر النوادر : (١٨٥) ، الخصائص : (٣ / ١٥٣) ، المحتسب : ١ / ١٢٨ ، اللسان (رأى) ، الأمالي الشجرية : (٢ / ٢٠ ، ٢٠٠) ، ابن يعيش : ٩ / ١١٠ ، مغني اللبيب : (١ / ٢٧٧) ، سر الصناعة : (١ / ٨٦) ، الدر المصون : (١ / ٢٦٣).
(٢) في ب : فإن قيل.
(٣) في ب : صفة.
(٤) محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء ، المدني ، أبو عبد الله الواقدي : من أقدم المؤرخين في الإسلام وأشهرهم ، ومن حفاظ الحديث ولد في ١٣٠ ه.
من كتبه المغازي النبوية ، الطبقات ، الجمل ، أخبار مكة ، تفسير القرآن وغيرها توفي ٢٠٧ ه.
ينظر لسان الميزان : ٥ / ٣٢٠ ، فضل الاعتزال : ٣١٠ ـ ٣١٢ ، الأعلام : ٦ / ٣١١.
(٥) في أ : كأنكم.
(٦) في ب : فإذن.
(٧) في ب : قضية.