قوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) هذه الجملة وما بعدها عطف على الجملة قبلها عطف أمر على نهي.
وأصل «أقيموا» : «أقوموا» ، ففعل به ما فعل ب (وَيُقِيمُونَ) [البقرة : ٣] وقد تقدم الكلام عليها وعلى «الصّلاة» ، وأصل «آتوا» «ائتيوا» بهمزتين مثل «أكرموا» ، فقلبت الثانية ألفا لسكونها بعد همزة مفتوحة ، واستثقلت الضمة على الياء فحذفت ، فالتقى ساكنان «الياء والواو» ، فحذفت الياء ؛ لأنها أول وحركت التاء بحركتها.
وقيل : بل ضمت تبعا للواو ، كما ضم آخر «اضربوا» ونحوه ، ووزنه : «افعوا» بحذف اللام.
وألف «الزكاة» منقلبة عن واو ، لقولهم : زكوات ، وزكا ـ يزكو ، وهي النحو.
وقيل : الطهارة.
وقيل : أصلها الثّناء الجميل ، ومنه : زكى القاضي الشّهود ، والزّكا : الزوج صار زوجا بزيادة فرد آخر عليه ، والخسا : الفرد ، قال : [البسيط]
٤٤٦ ـ كانوا خسا أو زكا من دون أربعة |
|
لم يخلقوا وجدود النّاس تعتلج (١) |
قوله : (مَعَ الرَّاكِعِينَ) منصوب ب «اركعوا».
و «الركوع» : الطّمأنينة والانحناء ، ومنه قوله : [الطويل]
٤٤٧ ـ أخبّر أخبار القرون الّتي مضت |
|
أدبّ كأنّي كلّما قمت راكع (٢) |
وقيل : الخضوع والذّلّة ؛ ومنه : [المنسرح]
٤٤٨ ـ ولا تهين الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدّهر قد رفعه (٣) |
__________________
(١) ينظر البيت في لسان العرب «خسا» ، الطبري : (١ / ٥٧٣) ، القرطبي : (١ / ٣٤٣) ، الدر المصون : (١ / ٢١٠).
(٢) ينظر ديوان لبيد : (١٧١) ، مجاز القرآن : (١ / ٥٤) ، تهذيب اللغة : (١ / ٣١١) مجمع مقاييس اللغة : (٢ / ٤٣٥) ، مفردات الراغب : (٢٠٢) ، والشطر الثاني في اللسان : «ركع» ، الدر المصون : (١ / ٢١٠) ، والبحر المحيط : ١ / ٣٢٧.
(٣) البيت للأضبط بن قريع ينظر خزانة الأدب : ١١ / ٤٥٠ ، ٤٥٢ ، والدرر : ٢ / ١٦٤ ، ٥ / ١٧٣ ، وشرح التصريح : ٢ / ٢٠٨ ، والحماسة الشجرية : ١ / ٤٧٤ ، الأغاني : ١٨ / ٦٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي : ص ١١٥١ ، وشرح شواهد الشافية : ص ١٦٠ ، وشرح شواهد المغني : ص ٤٥٣ ، والشعر والشعراء : ١ / ٣٩٠ ، والمقاصد النحوية : ٤ / ٣٣٤ ، الإنصاف : ١ / ٢٢١ ، أوضح المسالك : ٤ / ١١١ ، جواهر الأدب : ص ٥٧ ، ١٤٦ ، رصف المباني : ص ٢٤٩ ، ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ٥٠٤ ، شرح شافية ابن الحاجب : ١ / ٣٢ ، شرح ابن عقيل : ص ٥٥٠ ، شرح المفصل : ٩ / ٤٣ ، ٤٤ ، لسان العرب (هون) مغني اللبيب : ١ / ١٥٥ ، المقرب : ١ / ١٨ ، همع الهوامع : ١ / ١٣٤ ، ٢ / ٧٩ ، الدر المصون : ١ / ٢١٠.