الواو كما تقدم ، ولا بد من حذف مضاف أي : تجدوا ثوابه ، وقد جعل الزمخشري رحمهالله تعالى الهاء عائدة على «ما» ، وهو يريد ذلك ؛ لأنّ الخير المتقدم سبب منقض لا يوجد ، إنما يوجد ثوابه.
[فصل فيما بعد الموت
جاء في الحديث أن العبد إذا مات قال الناس : ما خلّف؟ وقالت الملائكة عليهمالسلام : ما قدّم؟
وجاء عن عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ أنه مرّ ببقيع «الغرقد» فقال : السلام عليكم يا أهل القبور ، أخبارنا عندنا أنّ نساءكم قد تزوّجن ، ودوركم قد سكنت ، وأموالكم قد قسّمت ، فأجابه هاتف : يا ابن الخطاب ، أخبار ما عندنا أنّ ما قدّمناه وجدناه ، وما أنفقناه فقد ربحناه ، وما خلّفناه فقد خسرناه (١) ؛ ولقد أحسن القائل حيث قال : [الكامل]
٧٣٥ ـ قدّم لنفسك قبل موتك صالحا |
|
واعمل فليس إلى الخلود سبيل (٢) |
وقال آخر : [الكامل]
٧٣٦ ـ قدّم لنفسك توبة مرجوّة |
|
قبل الممات وقبل حبس الألسن (٣) |
وقال آخر : [السريع]
٧٣٧ ـ وقدّم الخير فكلّ امرىء |
|
على الّذي قدّمه يقدم (٤)](٥) |
فصل في إعراب الآية
قوله : (عِنْدَ اللهِ) يجوز فيه وجهان :
أحدهما : أنه متعلّق ب «تجدوه».
__________________
(١) ذكره القرطبي في تفسيره ٢ / ٥١.
(٢) ينظر القرطبي : ٢ / ٥١.
(٣) ينظر القرطبي : ٢ / ٥١.
(٤) وقبله :
سابق إلى الخير وبادر به |
|
فإنما خلفك ما تعلم |
ينظر القرطبي : ٢ / ٥١.
وأحسن من هذا قول أبي العتاهية :
إسعد بما لك في حياتك إنما |
|
يبقى وراءك مصلح أو مفسد |
وإذا تركت لمفسد لم يبقه |
|
وأخو الصلاح قليله يتزيّد |
وإن استطعت فكن لنفسك وارثا |
|
إن المورث نفسه لمسدّد |
(٥) سقط في ب.