حجر لا تضر ولا تنفع ، وأن الله ربّي ، ولو لا أني رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبّلك ما قبّلتك».
قوله تعالى : (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ) تقدم معنى العهد.
قيل : معناه ـ هاهنا ـ أمرنا وقيل : أوحينا.
قوله : (وَإِسْماعِيلَ) إسماعيل علم أعجميّ ، وفيه لغتان : باللام والنون ؛ وعليه قول الشاعر : [الرجز]
٧٧٩ ـ قال جواري الحيّ لمّا جينا |
|
هذا وربّ البيت إسماعينا (١) |
ويجمع على : «سماعلة» و «سماعيل» و «أساميع».
ومن أغرب ما نقل في التسمية أن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ لما دعا الله أن يرزقه ولدا كان يقول : اسمع إيل اسمع إيل ، وإيل هو الله ـ تعالى ـ فسمى ولده بذلك.
قوله : (أَنْ طَهِّرا) يحوز في «أن» وجهان :
أحدهما : أنها تفسيرية لجملة قوله : (عَهِدْنا) ، فإنه يتضمن معنى القول ؛ لأنه بمعنى أمرنا أو وصينا ، فهي بمنزلة «أي» التي للتفسير ، وشرط «أن» التفسيرية أن تقع بعدما هو بمعنى القول لا حروفه.
وقال أبو البقاء : والمفسرة تقع بعد القول ، وما كان في معناه.
فقد غلط في ذلك ، وعلى هذا فلا محل لها من الإعراب.
والثاني : أن تكون مصدرية ، وخرجت على نظائرها في جواز وصلها بالجملة الأمرية ، قالوا : «كتبت إليه بأن قم» وفيها بحث ليس هذا موضعه ، والأصل : بأن طهرا ، ثم حذفت الباء ، فيجيء فيها الخلاف المشهور من كونها في محل نصب ، أو خفض.
و «بيتي» مفعول به أضيف إليه ـ تعالى ـ تشريفا وقرأ أهل «المدينة» وحفص «بيتي» بفتح الياء هاهنا ، وفي سورة «الحج» ، وزاد حفص في سورة «نوح» عليه الصلاة والسلام.
و «الطائف» اسم فاعل من : «طاف يطوف» ، ويقال : أطاف رباعيا ، قال : [الطويل]
٧٨٠ ـ أطافت به جيلان عند قطاعه |
|
.......... (٢) |
وهذا من باب «فعل وأفعل» بمعنى.
فصل في معنى تطهير البيت
يجب أن يراد به تطهير البيت من كل أمر لا يليق به ، لأنه موضع الصّلاة فيجب
__________________
(١) ينظر البحر : ١ / ٥٤٣ ، والدر المصون : ١ / ٣٦٥.
(٢) صدر بيت لامرىء القيس وعجزه :
تردد فيه العين حتى تحيرا
ينظر ديوانه : (٦١) ، الدر المصون : ١ / ٣٦٥.