والتقدير : ومن صبغته أحسن من صبغة الله ، فالتفضيل إنما يجري بين الصّبغتين لا بين الصّابغين. [وهذا غريب معنى ، وغني عن القول كون التمييز منقولا عن المبتدأ](١).
قوله تعالى : (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) جملة من مبتدأ وخبر معطوف على قوله : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) فهي في محلّ نصب بالقول.
قال الزمخشري : وهذا العطف يرد قول من زعم أن (صِبْغَةَ اللهِ) بدل من «ملّة» ، أو نصب على الإغراء بمعنى عليكم صبغة الله لما فيه من فكّ النظم ، وإخراج الكلام عن التئامه واتساقه.
قال أبو حيان : وتقديره في الإغراء : عليكم صبغة ليس بجيد ؛ لأن الإغراء إذا كان بالظروف والمجرورات لا يجوز حذف ذلك الظرف ولا المجرور ، ولذلك حين ذكرنا وجه الإغراء قدّرناه : ب «الزموا صبغة الله» انتهى. كأنه لضعف العمل بالظّروف والمجرورات ضعف حذفها وإبقاء عملها.
قوله تعالى : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)(١٣٩)
الاستفهام في قوله : (أَتُحَاجُّونَنا) للإنكار والتوبيخ.
والجمهور : «أتحاجوننا» بنونين الأولى للرفع ، والثانية نون «نا».
وقرأ زيد والحسن والأعمش ـ رحمهمالله ـ بالإدغام.
وأجاز بعضهم حذف النون الأولى.
فأما قراءة الجمهور فواضحة.
وأما قراءة الإدغام فلاجتماع مثلين ، وسوغ الإدغام وجود حرف المد واللين قبله القائم مقام الحركة.
وأما من حذف فبالحمل على نون الوقاية كقراءة (٢) : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) [الحجر : ٥٤] ؛ وقوله : [الوافر]
٨١٩ ـ تراه كالثّغام يعلّ مسكا |
|
يسوء الفاليات إذا فليني (٣) |
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) ستأتي في الحجر آية (٥٤).
(٣) البيت لعمرو بن معد يكرب. ينظر ديوانه : ص ١٨٠ ، وخزانة الأدب : ٥ / ٣٧١ ، ٣٧٢ ، ٣٧٣ ، والكتاب : ٣ / ٥٢٠ ، ولسان العرب : ١٥ / ٦٣ (فلا) ، والمقاصد النحوية : ١ / ٣٧٩ ، وشرح أبيات سيبويه : ٢ / ٣٠٤ ، وشرح شواهد الإيضاح : ص ٢١٣ ، والدرر : ١ / ٢١٣ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر : ١ / ٨٥ ، وجمهرة اللغة : ص ٤٥٩ ، وشرح المفصل : ٣ / ٩١ ، ولسان العرب : ٢ / ٢٤٦ (حيج) ، ومغني اللبيب : ٢ / ٦٢١ ، والمنصف : ٢ / ٣٢٧ ، وهمع الهوامع : ١ / ٦٥ ، والدر المصون : ١ / ٣٨٩.