٨٨٢ ـ فإن تسألوني بالنّساء فإنّني |
|
بصير بأدواء النّساء طبيب (١) |
أي : عن النّساء.
فصل في المراد ب «الأسباب»
والأسباب : الوصلات التي كانت بينهم ، قاله مجاهد ، وقتادة ، والرّبيع (٢).
وقال ابن عبّاس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ وابن جريج : الأرحام الّتي يتعاطفون بها ؛ كقوله تعالى : (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ)(٣) [المؤمنون : ١٠١].
وقال ابن زيد ، والسّدّيّ : الأعمال الّتي كانوا يلزمونها (٤).
وقال ابن عبّاس : العهود والحلف الّتي كانت بينهم ، يتوادّون عليها (٥).
وقال الضّحّاك ، والرّبيع بن أنس : المنازل التي كانت لهم في الدّنيا (٦).
وقال السّدّيّ : الأعمال الّتي كانوا يلزمونها (٧) في الدنيا ؛ كقوله تبارك وتعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) [الفرقان : ٢٣].
وقيل : أسباب النجاة تقطعّت عنهم.
قال ابن الخطيب (٨) ـ رضي الله عنه ـ والأظهر دخول الكلّ فيه ولأن ذلك كالنّفي ، فيعمّ الكلّ ؛ فكأنّه قال : وزال كلّ سبب يمكن أن يتعلّق به ، وأنهم لا ينتفعون بالأسباب على اختلافها من منزلة ، وسبب ونسب ، وعهد ، وعقد وذلك نهاية اليأس.
وهذه الأسباب مجاز فإنّ السّبب في الأصل : الحبل ؛ قالوا : ولا يدعى الحبل سببا ؛ حتى ينزل فيه ويصعد به ، ومنه قوله تبارك وتعالى : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ)
__________________
(١) ينظر ديوانه : ص ٣٥ ، وأدب الكاتب : ص ٥٠٨ ، والأزهية : ص ٢٨٤ ، والجنى : ص ٤١ ، وحماسة البحتري : ص ١٨١ ، والدرر : ٤ / ١٠٥ ، والمقاصد النحوية : ٣ / ١٦ ، ٤ / ١٠٥ ، وهمع الهوامع : ٢ / ٢٢ ، وجواهر الأدب : ص ٤٩ ، ورصف المباني : ص ١٤٤.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٨٩) وأبو نعيم في «الحلية» (٣ / ٢٨٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٣٠٤) وزاد نسبته لوكيع وعبد بن حميد.
(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٣٠٤) وعزاه لابن المنذر عن ابن عباس.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٩١) عن ابن زيد ، وذكره الفخر الرازي في «التفسير الكبير» (٤ / ١٩٠) عن ابن زيد والسدي.
(٥) الأثر ذكره الفخر الرازي في «التفسير الكبير» (١ / ١٩٠) عن ابن عباس.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٩١) عن الربيع ، وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٣٠٤) وزاد نسبته لابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وذكره الفخر الرازي في «التفسير الكبير» (٤ / ١٩٠).
(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٩١) عن السدّي والربيع بن أنس ، وأورده الفخر الرازي في «التفسير الكبير» (٤ / ١٩٠).
(٨) ينظر تفسير الفخر الرازي : ٤ / ١٩٠.