٤٣] ، وقال تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [فاطر : ١٠].
الثالث : الطّيّب : معناه الحسن ، أي : الكلام الحسن للمؤمنين.
قوله : «واشكروا الله» أمر ، وليس بإباحة ، بمعنى أنه يجب اعتقاد كونه مستحقّا إلى التعظيم ، وإظهار الشّكر باللّسان ، أو بالأفعال ، إن وجدت هنا له تهمة.
[الرابع : ذكر الله وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف ، قال تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [فاطر : ٣٥].
قوله : «إن كنتم» شرط ، وجوابه محذوف ، أي : فاشكروا له ، وقول من قال من الكوفيّين : إنّها بمعنى «إذ» ضعيف ، و «إيّاه» : مفعول مقدّم ؛ ليفيد الاختصاص ، أو لكون عامله رأس آية ، وانفصاله واجب ، ولأنه متى تأخّر ، وجب اتصاله إلّا في ضرورة ؛ كقوله : [الرجز]
٨٩٩ ـ إليك حتّى بلغت إيّاك](١)
وفي قوله : (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ) التفات من ضمير المتكلّم إلى الغيبة إذ لو جرى على الأسلوب الأوّل ، لقال : «واشكرونا».
فصل في المراد من الآية
في معنى الآية وجوه :
أحدها : «واشكروا الله ، إن كنتم عارفين بالله ونعمه» فعبّر عن معرفة الله تعالى بعبادته إطلاقا لاسم الأثر على المؤثر.
وثانيها : معناه : «إن كنتم تريدون أن تعبدوا الله ، فاشكروه ؛ فإنّ الشّكر رأس العبادات».
وثالثها : «واشكروا الله الّذي رزقكم هذه النّعمة ، إن كنتم إيّاه تعبدون» ، أي : إن صحّ أنّكم تخصّونه بالعبادة ، وتقرّون أنّه هو إلهكم لا غيره ، قال ـ عليه الصلاة والسلام عن الله ـ : «إنّي والجنّ والإنس في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري؟!» (٢).
__________________
(١) البيت لحميد الأرقط. ينظر الكتاب : ٢ / ٣٦٢ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٤٠ ، الخصائص : ١ / ٣٠٧ ، شرح المفصل : ٣ / ١٠٢ ، الإنصاف : ٢ / ٦٩٩ ، الخزانة : ٥ / ٢٨٠ ، الدر المصون : ١ / ٤٤٠.
(٢) أخرجه ابن عساكر (٥ / ١٨٩) وذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (١٦ / ٣) وعزاه للحكيم الترمذي والبيهقي في الشعب من حديث أبي الدرداء.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١١٦).
وينظر تفسير الفخر الرازي : ٥ / ١٠.