اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

فصل في الإحصار

الإحصار : إنما يكون عن البيت ، أو عن عرفة. فأمّا عن الواجبات التي تجبر بالدم كالرّمي ، والمبيت بمزدلفة ، ونحوها ، فلا إحصار فيها ؛ لأن المحرم يتمكن من إتمام حجّة بجبرها بالدّم ، وإذا إحصر عن طريق ، وله طريق غيرها ، يتمكّن في الوصل إلى مكّة ، ويدرك الحجّ من غير زيادة في النفقة ، أو ميرة لا تجحف به (١) ، فليس بمحصر ، إذا كانت تلك الطّرق أمنا ، [فإن لم تكن أمنا](٢) ، أو كانت زيادة النّفقة تجحف بماله ، فهو محصر.

فصل في قضاء المحصر

إذا أحصر ، فلا قضاء عليه بالإحصار ؛ لأنه إن كان محرما بحجّ الفرض ، أو النّذر ، وكان ذلك في العام الذي وجب عليه الحجّ فيه ، لم يجب القضاء ؛ لأن شروط وجوب الحجّ لم تكمل ؛ لوجود الإحصار ، وإن كان ذلك في العام الثاني ، وجب عليه الحجّ للوجوب السّابق ، لا للإحصار ، وإن كان الحجّ تطوّعا ، فلا قضاء ؛ لأنّه لم يجب عليه ابتداء.

قوله : «فما استيسر» ، «ما» موصولة ، بمعنى : الذي ، ويضعف جعلها نكرة موصوفة ، وفيها ثلاثة أقوال :

أحدها : أنّها في محل نصب ، أي : فليهد ، أو فلينحر ، وهذا مذهب ثعلب.

والثاني : ويعزى للأخفش (٣) : أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره : فعليه ما استيسر.

والثالث : أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : فالواجب ما استيسر ، واستيسر هنا بمعنى يسر المجرّد كصعب ، واستصعب ، وغني واستغنى ، ويجوز أن يكون بمعنى : تفعّل نحو : تكبّر واستكبر ، وتعظّم واستعظم. وقد تقدّم ذلك.

قوله : «من الهدي» فيه وجهان :

أحدهما : أن تكون «من» تبعيضية ، ويكون محلها النّصب على الحال من الضّمير المستتر في «استيسر» العائد على «ما» ، أي : حال كونه بعض الهدي.

والثاني : أن تكون «من» لبيان الجنس ، فتتعلق بمحذوف أيضا.

وفي الهدي قولان :

أحدهما : أنه. جمع هدية كجدي جمع جدية السّرج.

__________________

(١) في ب : تارة لا يخفف به.

(٢) سقط في ب.

(٣) ينظر : معاني القرآن ١ / ١٦٢.