الرابع : يوم إتمام النّعمة ؛ لقوله فيه : (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) [المائدة : ٣] وأعظم النّعم نعمة الدّين.
الخامس : يوم الرّضوان ؛ لقوله تعالى في ذلك اليوم : (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [المائدة : ٣].
أما الخمسة الأخر :
فأحدها : يوم الحجّ الأكبر ؛ قال تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) [التوبة : ٣] وهذا الاسم مشترك بينه وبين يوم النّحر ، واختلف فيه الصّحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعون :
فمنهم من قال : إنّه عرفة ؛ لأنّ فيه الوقوف بعرفة «والحجّ عرفة» فإنّه لو أدركه وفاته سائر مناسك الحجّ ، أجزأ عنها الدّم ؛ فلهذا سمّي بالحجّ الأكبر.
وقال الحسن (١) : سمّي به ؛ لأنه اجتمع فيه الكفّار والمسلمون ، ونودي فيه على ألّا يحجّ بعده مشرك.
وقال ابن سيرين (٢) : إنما سمّي به ؛ لأنّه اجتمع فيه أعياد أهل الملل كلّها ؛ من اليهود والنّصارى وحجّ المسلمين ، ولم يجتمع قبله ولا بعده.
ومنهم من قال : إنّه يوم النّحر ؛ لأن فيه أكثر مناسك الحجّ ، فأمّا الوقوف فلا يجب في اليوم بل يجزىء باللّيل.
وثانيها : الشّفع.
وثالثها : الوتر.
ورابعها : الشّاهد.
وخامسها : المشهود في قوله تعالى : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)(٣) [البروج : ٣].
فصل «في ترتيب أعمال الحج»
من دخل مكّة محرما في ذي الحجّة أو قبله ، فإن كان مفردا أو قارنا طاف طواف القدوم ، وأقام على إحرامه حتى يخرج إلى عرفات وإن كان متمتّعا طاف وسعى وحلق ، وتحلّل من عمرته ، وأقام إلى وقت خروجه إلى عرفات ، وحينئذ يحرم من مكّة بالحجّ ويخرج ، وكذلك من أراد الحجّ من أهل مكّة ، والسّنّة أن يخطب الإمام بمكّة يوم السّابع من ذي الحجّة ، بعد أن يصلّي الظّهر خطبة واحدة ، يأمرهم فيها بالذّهاب غدا بعد صلاة الصّبح إلى منى ، ويعلمهم تلك الأعمال ، ثم يذهبون يوم التّروية وهو اليوم الثّامن من ذي
__________________
(١) ينظر : تفسير الفخر الرازي ٥ / ١٤٩.
(٢) ينظر : تفسير الفخر الرازي ٥ / ١٤٩.
(٣) انظر : تفسير الفخر الرازي ٥ / ١٤٩.