ويتّصل به ، ويفرّق بين واحده وجمعه تاء التأنيث ؛ نحو : صفا كثير ، وصفاة واحدة ، وقد يجمع الصّفا على : فعول ، وأفعال ؛ قالوا : صفيّ ، بكسر الصاد ، وضمّها ؛ كعصيّ ، [وأصفاء] ، والأصل صفوو ، وأصفاو ، وقلبت الواو في «صفوو» ياءين ، والواو في «أصفاو» همزة ؛ ك «كساء» وبابه](١).
والمروة : الحجارة الصّغار ، فقيل : اللّينة.
وقال الخليل (٢) : البيض الصّلبة ، الشّديدة [الصّلابة].
وقيل : المرهفة الأطراف. وقيل : البيض.
وقيل : السّود. وهما في الآية علمان لجبلين معروفين ، والألف واللّام فيهما للغلبة ؛ كهما في البيت ، والنّجم ، وجمعها مرو ؛ كقوله [في ذلك] : [الرمل]
٨٥١ ـ وترى المرو إذا ما هجّرت |
|
عن يديها كالفراش المشفتر (٣) |
وقال بعضهم : جمعه في القليل : مروات ، وفي الكثير : مرو. قال أبو ذؤيب : [الكامل]
٨٥٢ ـ حتّى كأنّي للحوادث مروة(٤) |
|
[بصفا المشقّر (٥) كلّ يوم تقرع (٦)](٧) |
فصل في حد الصفا والمروة
قال الأزرقيّ (٨) : [ذرع](٩) ما بين الصّفا والمروة : [سبعمائة ذراع وستّة وستّون ذراعا](١٠) ونصف ذراع.
قال القرطبيّ : وذكر الصّفا ؛ لأنّ آدم [المصطفى ـ [صلوات الله ، وسلامه عليه] ـ وقف عليه ، فسمّي به ؛ ووقفت حوّاء على المروة ، فسمّيت باسم المرأة ، فأنثت لذلك ، والله أعلم](١١).
قال الشّعبيّ : كان على الصّفا صنم يدعى «إسافا» ، وعلى المروة صنم يدعى نائلة (١٢) ، فاطّرد ذلك في [التذكير والتأنيث] ، وقدّم المذكّر ، وما كان كراهة من كره الطّواف بينهما إلّا من أجل هذا ، حتّى رفع الله الحرج من ذلك ، وزعم أهل الكتاب :
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) ينظر تفسير الرازي : ٤ / ١٤٣.
(٣) البيت لطرفة بن العبد. ينظر ديوانه : (٤٢) ، والبحر المحيط : ١ / ٦٢٧ ، والدر المصون : ١ / ٤١٤.
(٤) في ب : جمة.
(٥) في أ : المشرقي.
(٦) في ب : يجمع.
(٧) ينظر المحرر الوجيز : ١ / ٢٢٩ ، القرطبي : ٢ / ١٢١ ، الرازي : ٤ / ١٤٣.
(٨) في ب : الأذرعي.
(٩) سقط في ب.
(١٠) في ب : سبعمائة وستون ذرعا.
(١١) ينظر تفسير القرطبي : ٢ / ١٢١.
(١٢) انظر تفسير السمرقندي «بحر العلوم» (١ / ١٧٠).