كلّ هذا بمعنى مشى على قدميه ؛ لعدم المركوب.
وقيل : الراجل الكائن على رجله ، ماشيا كان أو واقفا ، ولهذا اللفظ جموع كثيرة : رجال ؛ كما تقدّم ؛ وقال تعالى : (يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) [الحج : ٢٧] وقال : [الكامل]
١١٤٩ ـ وبنو غدانة شاخص أبصارهم |
|
يمشون تحت بطونهنّ رجالا (١) |
ورجيل ، ورجالى ، وتروى قراءة (٢) عن عكرمة ، ورجالى ، ورجّالة ، ورجّال ، وبها قرأ عكرمة وابن مخلد ، ورجّالى ، ورجلان ، ورجلة ، ورجلة بسكون الجيم وفتحها ، وأرجلة ، وأراجل ، وأراجيل ، ورجّلا بضم الراء وتشديد الجيم من غير ألف ، وبها قرئ شاذّا.
وقال القفّال (٣) : يجوز أن يكون «رجال» جمع الجمع ؛ لأن رجلا يجمع على «راجل» ، ثمّ يجمع راجل على رجال.
والرّكبان جمع راكب مثل فرسان وفارس ، قال القفّال : قيل : ولا يقال إلّا لمن ركب جملا ، فأمّا راكب الفرس ، ففارس ، وراكب [الحمار] والبغل حمّار وبغّال ، والأجود صاحب حمار وبغل ، و «أو» هنا للتقسيم ، وقيل : للإباحة ، وقيل : للتخيير.
فصل
قال القرطبيّ (٤) : لمّا أمر الله تعالى بالقيام له في الصلاة ، بحال القنوت ، وهو الوقار ، والسكينة ، وهدوء الجوارح ، وهذه هي الحالة الغالبة من الأمن ، والطّمأنينة ، ذكر حالة الخوف الطارئة أحيانا ، وبيّن أن هذه العبادة لا تسقط عن العبد في حال ، ورخّص لعبيده في الصلاة رجالا على الأقدام ، أو ركبانا على الخيل والإبل ، ونحوه إيماء ، وإشارة بالرأس حيث ما توجهوا.
فصل في صلاة الخوف
صلاة الخوف قسمان :
أحدهما : حال القتال مع العدو ، وهي أقسام :
أحدها : حال التحام الحرب ، وهو المذكور في هذه الآية ، وباقيها مذكور في سورة النّساء [١٠٢] والقتال إمّا واجب ، أو مباح ، أو محظور.
__________________
(١) ينظر البحر ٢ / ٢٥٢ ، الدر المصون ١ / ٥٨٩.
(٢) انظر : المحرر الوجيز ١ / ٣٢٤ ، والبحر المحيط ٢ / ٢٥٢ ، والدر المصون ١ / ٥٨٩.
(٣) ينظر : تفسير الفخر الرازي ٦ / ١٣١ ،
(٤) ينظر : تفسير القرطبي ٣ / ١٤٦.