أسكر الفرق منه فمسك الكف منه حرام» (١).
قال الخطابي : «الفرق» : مكيال يسع ستّة عشر رطلا وروى أبو داود عن أمّ سلمة قالت : نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن كلّ مسكر ومفتر (٢).
قال الخطّابيّ : «المفتر» كلّ شراب يورث الفتور ، والخدر في الأعضاء.
واستدلّوا أيضا بالاشتقاق المتقدّم وأيضا بقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ) [المائدة : ٩١].
وهذه العلّة موجودة في الأنبذة ؛ لأنّها مظنّته.
وأيضا فإنّ عمر ، ومعاذ قالا : يا رسول الله ، إنّ الخمر مسلبة للعقل مذهبة للمال ؛ وهذه العلّة موجودة في الأنبذة.
والجواب عن دلائل أبي حنيفة : أنّ قوله (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً) [النحل : ٦٧] نكرة في سياق الإثبات ، فلم قلتم إنّ ذلك السّكر هو هذا النّبيذ.
ثمّ أجمع المفسّرون على أنّ هذه الآية قبل الآيات الدّالّة على تحريم الخمر ، فتكون ناسخة ، أو مخصّصة.
__________________
ـ وأخرجه البيهقي (٨ / ٢٩٦) من طريق نافع عن ابن عمر وللحديث شواهد منها عن جابر بن عبد الله : أخرجه أبو داود (٣٦٨١) والترمذي (١ / ٣٤٢) وابن ماجه (٣٣٩٣) والطحاوي في «شرح المعاني» (٢ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦) وابن الجارود في «المنتقى» (٨٦٠) وأحمد (٣ / ٣٤٣).
وقال الترمذي : حديث حسن غريب من حديث جابر.
ومنها عن عبد الله بن عمرو :
أخرجه النسائي (٢ / ٣٢٧) وابن ماجه (٣٣٩٤) والطحاوي (٢ / ٣٢٥) والدارقطني (٤ / ٣٥٤) والبيهقي (٨ / ٢٩٦) وأحمد (٢ / ١٦٧ ، ١٦٩). ومنها عن سعد بن أبي وقاص :
أخرجه النسائي (٢ / ٣٢٨) والدارمي (٢ / ١١٣) وابن الجارود (٨٦٢) وابن حبان (١٣٨٦).
ومنها عن زيد بن ثابت :
أخرجه الطبراني في المعجم «الكبير» و «الأوسط» كما في «مجمع الزوائد» (٥ / ٦٠) وقال الهيثمي : وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد وهو ضعيف جدا. ومنها عن خوات بن جبير :
أخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «مجمع الزوائد» (٥ / ٦٠) وقال الهيثمي : وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد وهو ضعيف جدا. ومنها عن خوات بن جبير : أخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «مجمع الزوائد» (٥ / ٦٠) وقال الهيثمي : وفيه عبد الله بن إسحق الهاشمي قال العقيلي : له أحاديث لا يتابع منها على شيء وذكر له الذهبي هذا الحديث.
(١) أخرجه أبو داود (٣٦٨٧) والترمذي (١ / ٣٤٢) والطحاوي (٢ / ٣٢٤) وابن الجارود في «المنتقى» (٨٦١) وابن حبان (١٣٨٨) والدارقطني (٤ / ٢٥٥) والبيهقي (٨ / ٢٩٦) وأحمد (٦ / ٧١ ، ١٣١) من طريق القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا.
(٢) أخرجه أبو داود (٢ / ٣٥٤) كتاب الأشربة : باب النهي عن المسكر حديث (٣٦٨٦) وأحمد (٦ / ٩٥) من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت : نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن كل مسكر ومفتر.