أنه قال لأبىّ بن كعب : «ألا أخبرك بسورة لم ينزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها؟ (١) قلت : بلى يا رسول الله. قال : «فاتحة الكتاب إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» وعن حذيفة بن اليمان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا (٢) فيقرأ صبّى من صبيانهم في الكتاب (الحمد لله رب العالمين) فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة»
سورة البقرة
مدنية ، وهي مائتان وست وثمانون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم)(١)
(الم) اعلم أنّ الألفاظ التي يتهجى بها أسماء ، مسمياتها الحروف المبسوطة التي منها ركبت الكلم ، فقولك ـ ضاد ـ اسم سمى به «ضه» من ضرب إذا تهجيته ، وكذلك : را ، با : اسمان لقولك : ره ، به ؛ وقد روعيت في هذه التسمية لطيفة ، وهي أن المسميات لما كانت ألفاظا كأساميها وهي حروف وحدان والأسامى عدد حروفها مرتق إلى الثلاثة ، اتجه لهم طريق إلى أن يدلوا في التسمية
__________________
(١) أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم من رواية عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة. ورواه مالك في الموطأ عن العلاء بن عبد الرحمن : أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره «أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبى بن كعب ـ فذكره» وهو مرسل ؛ لأن أبا سعيد هذا تابعي. وهذا الحديث قد أخرجه البخاري من وجه آخر عن أبى سعيد بن المعلى «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلى ، فدعاه ـ فذكر الحديث» ووهم صاحب جامع الأصول فجعلهما واحدا فأخطأ. لأن الأول مكي مولى تابعي. والثاني أنصارى مدنى من أنفسهم. صحابى. قال البيهقي : يحتمل أن يكون ذلك صدر منه صلى الله عليه وسلم لأبى بن كعب مرة ، ولسعيد بن المعلى مرة أخرى
(٢) أخرجه الثعلبي من رواية أبى معاوية عن أبى مالك الأشجعى عن ربعي عنه. قلت : إلا أن دون أبى معاوية من لا يحتج به. وله شاهد في مسند الدارمي عن ثابت بن عجلان قال «كان يقال إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف ذلك عنهم» يعنى بالحكمة : القرآن ، وحديث أبى بن كعب رضى الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة. أخرجه الثعلبي من طرق عن أبى بن كعب رضى الله عنه كلها ساقطة. وأخرجه ابن مردويه من طريقين. وأخرجه الواحدي في الوسيط. وله قصة ذكرها الخطيب ثم ابن الصلاح عمن اعترف بوضعه. ولهذا روى عن أبى عصمة أنه وضعه.