(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(٢٣٩)
(الصَّلاةِ الْوُسْطى) أى الوسطى بين الصلوات ، أو الفضلى ، من قولهم للأفضل : الأوسط.
وإنما أفردت وعطفت على الصلاة (١) لانفرادها بالفضل وهي صلاة العصر. وعن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأحزاب «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم ناراً (٢)» وقال عليه السلام «إنها الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب» (٣) وعن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف : إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، فأملت عليه : والصلاة الوسطى صلاة العصر (٤) وروى عن عائشة وابن عباس رضى الله عنهم : والصلاة الوسطى وصلاة العصر (٥) ؛ بالواو.
__________________
(١) قوله «وعطفت على الصلاة» لعله : على الصلوات. (ع)
(٢) أخرجه مسلم من رواية شتير بن شكل عن على به. والحديث في الكتب الستة ، إلا أن قوله «صلاة العصر» عند مسلم وحده. وأخرجه البخاري في المغازي والجهاد والتفسير وفي الباب عن ابن مسعود رفعه «الصلاة الوسطى صلاة العصر» أخرجه الترمذي. وعنده عن سمرة نحوه.
(٣) أخرجه ابن عدى في الكامل عن على مرفوعا. قال «صلاة الوسطى صلاة العصر التي غفل عنها سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب» وفي إسناده مقاتل بن سليمان. وهو ساقط ، ورواه ابن أبى شيبة من رواية أبى إسحاق عن الحرث ابن على مرفوعا ، وهو أشبه بالصواب. وفي الباب عن ابن عباس موقوفا عند الطبري.
(٤) أخرجه الطبري من طريق أبى بشر عن سالم عن حفصة أنها أمرت رجلا فكتب لها مصحفاً. فقالت : إذا بلغت هذا المكان فأعلمنى. فلما بلغ ((حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قالت : اكتب : صلاة العصر. وفي رواية له : فقالت له «اكتب فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى هي صلاة العصر» هكذا عند الطبري. والمشهور عن حفصة أنها أملت على الكاتب : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر. كذلك رواه مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع أنه قال : كنت أكتب مصحفاً لحفصة فذكره. ورواه ابن حبان من رواية ابن إسحاق : حدثني أبو جعفر محمد بن على ونافع بن عمرو بن نافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف في عهد ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فاستكتبتنى حفصة مصحفاً وقالت : إذا بلغت هذه الآية من هذه السورة ـ البقرة ـ فلا تكتبها حتى تأتينى بها فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها : فقالت لي : اكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر. ومن هذا الوجه أخرجه أبو يعلى والطحاوي. ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن نافع عن حفصة نحوه وكذا رواه الطبري من طريق عبد الله بن عمر عن نافع : أن حفصة أمرت مولى لها : وأخرجه ابن أبى داود في كتاب المصاحف من نحو عشرين طريقاً فيها كلها وصلاة العصر بالواو.
(٥) أما عائشة فروى مسلم من طريق أبى يونس مولى عائشة قال : أمرتنى عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذنى. فلما بلغتها آذنتها فأملت على : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ، وقالت ـ