قائمة الکتاب
فصل في مكرهم بعيسى
٢٦٤الآية : 110
٦٢الآيتان : 142 و 143
٢٦٢
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٥ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٥ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :632
تحمیل
ورافعك إليّ ، أي : ورافع عملك إليّ ، كقوله : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر : ١٠] والمراد منه : أنه تعالى بشره بقبول طاعاته وأعماله ، وعرّفه أن ما يصل إليه من المتاعب والمشاق ـ في نشر دينه ، وإظهار شريعته من الأعداء فهو لا يضيع أجره ، ولا يهدر ثوابه.
وروى أبو هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «والّذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا ، يكسر الصّليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، فيفيض المال ، حتّى لا يقبله أحد» (١).
وروى أبو هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم في نزول عيسى : «ويهلك في زمانه الملل كلّها إلّا الإسلام ويهلك الدّجّال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثمّ يتوفّى فيصلّي عليه المسلمون» (٢).
وقيل للحسين بن الفضل : هل تجد نزول عيسى في القرآن؟ قال : نعم ، قوله : (وَكَهْلاً) وهو لم يكتهل في الدنيا ، وإنما معناه : (وَكَهْلاً) بعد نزوله من السماء (٣).
فصل
قال القرطبيّ : «والصحيح أن الله تعالى ـ رفعه من غير وفاة ولا نوم ـ كما قال الحسن وابن زيد ـ وهو اختيار الطبريّ ، وهو الصحيح عن ابن عباس».
وقال الضحاك : وكانت القصة أنهم لما أرادوا قتل عيسى عليهالسلام اجتمع الحواريّون في غرفة ـ وهم اثنا عشر رجلا ، فدخل عليهم المسيح من مشكاة الغرفة ، فأخبر إبليس جميع اليهود ، فركب منهم أربعة آلاف رجل ، فأخذوا بباب الغرفة ، فقال المسيح للحواريين : أيّكم يخرج ، ويقتل ، ويكون معي في الجنة؟ فقال واحد منهم أنا يا نبيّ الله ، فألقى إليه مدرعة من صوف ، وعمامة من صوف ، وناوله عكّازه ، وألقي عليه شبه عيسى ، فخرج على اليهود فقتلوه ، وصلبوه ، وأما عيسى فكساه الله الرّيش ، وألبسه النور ، وقطع عنه شهوة المطعم والمشرب ، فطار مع الملائكة ، ثم إن أصحابه تفرقوا ثلاث فرق :
فقالت فرقة : كان الله فينا ، ثم صعد إلى السماء ، وهم اليعقوبية.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٦ / ٥٦٦) كتاب الأنبياء باب نزول عيسى ابن مريم عليهالسلام (٣٤٤٨) ومسلم (١ / ١٣٥) كتاب الإيمان : باب نزول عيسى ابن مريم (٢٤٢ ـ ١٥٥) والترمذي (٢٢٣٣) وأحمد (٢ / ٥٣٨) والبيهقي (١ / ٢٤٤ ، ٩ / ١٨٠) وعبد الرزاق (٢٠٨٤٠) والبغوي في «شرح السنة» (٧ / ٤٥٤) عن أبي هريرة.
(٢) أخرجه مسلم (١ / ٣٥) كتاب الإيمان : باب نزول عيسى ابن مريم (٢٤٣ ـ ١٥٥) والبغوي في «شرح السنة» (٧ / ٤٥٥).
(٣) ذكره الرازي في «التفسير الكبير» (٨ / ٤٦) عن الحسين بن الفضل.