وأما قوله : كما يزاد في : مثلك لا يفعل ـ تريد : أنت ـ فهذا قول قد قيل ، ولكن المختار عند حذّاق النحويين أن الأسماء لا تزاد».
قال شهاب الدين : وهذا الاعتراض ـ على طوله ـ جوابه ما قاله أبو القاسم ـ في خطبة كشافه ـ واللغوي وإن علك اللغة بلحييه والنحوي ـ وإن كان أنحى من سيبويه ـ [لا يتصدى أحد لسلوك تلك الطرائق ، ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق ، إلا رجل قد برع في علمين مختصّين بالقرآن المعاني والبديع ـ وتمهّل في ارتيادهما آونة ، وتعب في التنقير عنهما أزمنة](١).
قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) هذا هو النوع الثاني من وعيده الذي توعّدهم به. ويجوز أن يكون «لهم» : خبرا لاسم الإشارة ، و «عذاب» فاعل به ، وعمل لاعتماده على ذي خبره ، أي : أولئك استقر لهم عذاب. وأن يكون «لهم» خبرا مقدّما ، و «عذاب» مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر عن اسم الإشارة ، والأول أحسن ؛ لأن الإخبار بالمفرد أقرب من الإخبار بالجملة ، والأول من قبيل الإخبار بالمفرد.
قوله : «وما لهم من ناصرين» هذا هو النوع الثالث من الوعيد ، ويجوز في إعرابه وجهان:
أحدهما : أن يكون (مِنْ ناصِرِينَ) : فاعلا ، وجاز عمل الجارّ ؛ لاعتماده على حرف النفي ، أي : وما استقر لهم من ناصرين.
والثاني : أنه خبر مقدّم ، و (مِنْ ناصِرِينَ) : مبتدأ مؤخر ، و «من» مزيدة على الإعرابين ؛ لوجود الشرطين في زيادتها.
وأتى ب «ناصرين» جمعا ؛ لتوافق الفواصل.
واحتجوا بهذه الآية على إثبات الشفاعة ؛ لأنه ـ تعالى ـ ختم وعيد الكفار بعدم النصرة والشفاعة ، فلو حصل هذا المعنى في حق غير الكافر بطل تخصيص هذا الوعيد بالكفر.
قوله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(٩٢)
النيل : إدراك الشيء ولحوقه.
وقيل : هو العطية.
وقيل : هو تناول الشيء باليد ، يقال : نلته ، أناله ، نيلا ، قال تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً) [التوبة : ١٢٠].
__________________
(١) سقط في أ.