فروع منهن ، وثمرات نشأت عنهن ، وفي كلامهم : «المرء مفتون بولده» ، وقدّمت على الأموال ؛ لأنها أحبّ إلى المرء من ماله.
وأما تقديم المال على الولد ـ في بعض المواضع ـ فإنما ذلك في سياق امتنان ، وإنعام أو نصرة ، ومعاونة ؛ لأن الرجال تستمال بالأموال ـ ثم ذكر تمام اللذة ، وهو المركوب البهيمي من بين سائر الحيوانات ، ثم أتى بما يحصل به جمال حين تريحون وحين تسرحون ، كما تشهد به الآية الأخرى ثم ذكر ما به قوامهم ، وحياة بنيتهم ، وهو الزروع والثمار.
ومنها الإتيان بلفظ يشعر بشدة حب هذه الأشياء ، بقوله : «زين» والزينة محبوبة في الطباع.
ومنها : بناء الفعل للمفعول ؛ لأن الغرض الإعلام بحصول ذلك.
ومنها : إضافة الحبّ للشهوات ، والشهوات هي الميل والنزوع إلى الشيء.
ومنها التجنيس : القناطير المقنطرة.
ومنها : الجمع بين ما يشبه المطابقة في قوله : (الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ؛) لأنهما صارا متقابلين في غالب العرف.
ومنها : وصف «القناطير» ب «المقنطرة» الدالة على تكثيرها مع كثرتها في ذاتها.
ومنها : ذكر هذا الجنس بمادة «الخيل» لما في اللفظ من الدلالة على تحسينه ، ولم يقل : الأفراس ، وكذا قوله «الأنعام» ، ولم يقل : الإبل والبقر والغنم ؛ لأنه أخصر.
فصل
قال القرطبيّ : قال العلماء : ذكر الله ـ تعالى ـ أربعة أصناف من المال ، كل نوع منها يتموّل به صنف من الناس ، أمّا الذهب والفضة فيتموّل به التّجّار ، وأما الخيل المسومة فيتموّل بها الملوك ، وأما الأنعام فيتموّل بها أهل البوادي ، وأما الحرث فيتموّل به أهل البساتين ، فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتموّل به ، وأما النساء والبنون ففتنة للجميع.
قوله : (ذلِكَ مَتاعُ) الإشارة بذلك للمذكور المتقدم ، فلذلك وحّد اسم الإشارة والمشار إليه متعدد ، كقوله : (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) [البقرة : ٦٨]. وقد تقدم.
فصل
قال القاضي : وهذا يدل على أن هذا التزيين مضاف إلى الله تعالى ؛ لأن متاع الدنيا
__________________
ـ (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ) فالكامل لا يطلب الولد إلا لله فيربيه على طاعته ويمتثل فيه أمر ربه (رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) وسئل حكيم عن ولده فقال ما أصنع بمن إن عاش كدني وإن مات هدني.