إضافتها عنده لتقدير الألف واللام ، وامتنع ظهور الألف واللام عنده لأنها في نيّة الإضافة.
الثالث : مذهب أبي إسحاق : وهو عدلها عن عدد مكرر وعدلها عن التأنيث.
والرابع : نقله الأخفش (١) عن بعضهم ، أنه تكرار العدل ، وذلك أنه عدل عن لفظ اثنين اثنين ، وعن معناه ؛ لأنه قد لا يستعمل في موضع تستعمل فيه الأعداد غير المعدولة بقوله : جاءني اثنان وثلاثة ، ولا تقول : «جاءني مثنى وثلاث» حتى يتقدم قبله جمع ؛ لأن هذا الباب جعل بيانا لترتيب الفعل ، فإذا قلت : «جاء القوم مثنى» ، أفاد أنّ مجيئهم وقع من اثنين اثنين ، بخلاف غير المعدولة ، فإنّها تفيد الإخبار عن مقدار المعدود دون غيره ؛ فقد بان بما ذكرنا اختلافهما في المعنى فلذلك جاز أن تقوم العلّة مقام العلتين لإيجابهما حكمين مختلفين ـ انتهى.
وقال الزمخشري (٢) : «إنّما منعت الصرف لما فيها من العدلين ؛ عدلها من صيغتها ، وعدلها عن تكررها ، وهن نكرات (٣) يعرّفن بلام التعريف ، يقال : فلان ينكح المثنى والثلاث».
قال أبو حيان (٤) : «ما ذهب إليه من امتناعها لذلك لا أعلم أحدا قاله ، بل المذهب فيه أربعة» ذكرها كما تقدم ، وقد يقال : إنّ هذا هو المذهب الرابع وعبّر عن العدل في المعنى بعدلها عن تكررها وناقشه [أبو حيان](٥) أيضا في مثاله بقوله : ينكح المثنى من وجهين :
أحدهما : دخول «أل» عليها ، قال : «وهذا لم يذهب إليه أحد بل لم تستعمل في لسان العرب إلّا نكرات».
الثاني : أنه أولاها العوامل ، ولا تلي العوامل بل يتقدمها شيء يلي العوامل ، ولا تقع إلا أخبارا كقوله عليهالسلام : «صلاة اللّيل مثنى مثنى» (٦) أو أحوالا كهذه الآية الكريمة أو صفات نحو قوله تعالى : (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) [فاطر : ١] وقوله : [الطويل]
__________________
(١) الدر المصون ٢ / ٣٠١.
(٢) ينظر : الكشاف ١ / ٤٦٧ ، والدر المصون ٢ / ٣٠١.
(٣) في ب : وهي.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٣ / ١٧١.
(٥) سقط في أ.
(٦) أخرجه البخاري (٢ / ٦٩ ، ٧٠) كتاب الوتر باب ما جاء في الوتر رقم (٩٩٠ ، ٩٩٣) ومسلم صلاة المسافرين (٧٤٩) باب : صلاة الليل مثنى مثنى وأبو داود (١٣٢٦) والنسائي (٣ / ٢٣٣) والترمذي (كتاب الصلاة ، ٤٣٧) باب : ما جاء في صلاة الليل مثنى مثنى وابن ماجه (١٣٢٠) وأحمد (٢ / ١٠٢) والدارمي (١ / ٣٤٠ ، ٣٧٢) والبيهقي (٣ / ٢١) والدارقطني (١ / ٤١٧) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١ / ٢٧٨) وابن خزيمة (١٠٧٢) وابن حبان (٢٦١٤) وعبد الرزاق (٤٦٧٤ ، ٤٦٧٨ ، ٤٦٨١) والحميدي (٦٢٨) والطيالسي (١ / ١١٦ ـ منحة) رقم (٥٤٠) من طرق كثيرة عن عبد الله بن عمر.