إلى (١) المريض أن يقولوا : لا تسرف في وصيتك ولا تجحف بأولادك [مثل قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم لسعد](٢) والقول السّديد من الورثة حال قسمة الميراث للحاضرين الذين لا يرثون أن يلطفوا إليهم القول ويخصوهم بالإكرام.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (١٠)
قال مقاتل بن حيّان : نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد ولي مال ابن أخيه وهو يتيم صغير ، فأكله فأنزل الله هذه الآية (٣).
قوله : (ظُلْماً) فيه وجهان :
أحدهما : أنّه مفعول من أجله ، وشروط النصب موجودة.
الثاني : أنّه مصدر في محلّ نصب على الحال أي : يأكلونه ظالمين والجملة من قوله : (إِنَّما يَأْكُلُونَ) هذه الجملة في محل رفع خبرا ل «إنّ» ، وفي ذلك خلاف.
قال أبو حيان : وحسّنه هنا وقوع [اسم](٤) «أن» موصولا فطال (٥) الكلام بصلة الموصول فلما تباعد ما بينهما لم يبال بذلك ، وهذا أحسن من قولك : «إنّ زيدا إنّ أباه منطلق» ، ولقائل أن يقول : ليس فيها دلالة على ذلك ؛ لأنها مكفوفة ب «ما» ومعناها الحصر فصارت مثل قولك ، في المعنى : «إنّ زيدا ما انطلق إلّا أبوه» وهو محل نظر.
قوله : (فِي بُطُونِهِمْ) فيه وجهان : أحدهما : أنّه متعلّق ب (يَأْكُلُونَ) أي : بطونهم أوعية للنّار ، إمّا حقيقة : بأن يخلق الله لهم نارا يأكلونها في بطونهم ، أو مجازا بأن أطلق المسبّب وأراد السبب لكونه يفضي إليه ويستلزمه ، كما يطلق اسم أحد المتلازمين على الآخر كقوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى : ٤٠].
قال القاضي (٦) : وهذا أولى ؛ لأن الإشارة فيه إلى كلّ واحد.
والثّاني : أنّه متعلّق بمحذوف ؛ لأنّه حال (٧) من «نارا» وكان في الأصل صفة للنكرة فلمّا قدّمت انتصبت حالا.
وذكر أبو البقاء هذا الوجه عن أبي عليّ في «تذكرته» ، وحكى عنه أنّه منع أن يكون ظرفا ل (يَأْكُلُونَ) فإنّه قال : (فِي بُطُونِهِمْ ناراً) حال من نار ، أي : نار كائنة في بطونهم ، وليس بظرف ل (يَأْكُلُونَ) ذكره في «التّذكرة».
__________________
(١) في ب : عند.
(٢) سقط في ب.
(٣) ينظر : تفسير البغوي (١ / ٣٩٨).
(٤) سقط في أ.
(٥) في أ : فقال.
(٦) ينظر : تفسير الفخر الرازي ٩ / ١٦٣.
(٧) في أ : قال.