رمضان إلى رمضان ، لقوله عليهالسلام : «[الصّلوات](١) الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفّرات لّما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر» (٢).
(وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) أي حسنا وهو الجنة.
قوله تعالى : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)(٣٢)
في كيفية النظم وجهان :
أحدهما : قال القفّال : «لما نهاهم في الآية المتقدّمة عن أكل الأموال بالباطل ، وعن قتل النّفوس ، أمرهم في هذه الآية بما سهّل عليهم ترك هذه المنهيّات ، وهو أن يرضى كلّ واحد بما قسم الله ، فإنّه إذا لم يرض ، وقع في الحسد ، وإذا وقع في الحسد وقع لا محالة في أخذ الأموال بالباطل ، وفي قتل النّفوس».
الثّاني : أنّ أخذ الأموال بالباطل ، وقتل النّفوس من أعمال الجوارح ، فأمر أوّلا بتركها ليصير الظّاهر طاهرا عن الأفعال القبيحة ، ثمّ أمره بعدها بترك التّعرّض لنفوس النّاس ، وأموالهم بالقلب على سبيل الحسد ، ليصير الباطن أيضا طاهرا عن الأخلاق الذّميمة.
فصل في سبب نزول الآية
قال مجاهد : «قالت أمّ سلمة : يا رسول الله ، إنّ الرّجال يغزون ولا نغزو ، ولهم ضعف ما لنا من الميراث ، فلو كنّا رجالا غزونا كما غزوا ، وأخذنا من الميراث مثلما أخذوا؟ فنزلت هذه الآية» (٣).
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) أخرجه مسلم كتاب الطهارة (١٤ ، ١٥ ، ١٦) والترمذي (٢١٤) وأحمد (٢ / ٣٥٩ ، ٤٠٠ ، ٤١٤) والبيهقي (٢ / ٤٦٦) وابن خزيمة في «صحيحه» (٣١٤ ، ١٨١٤) عن أبي هريرة.
وقال الترمذي : حديث أبي هريرة حسن صحيح.
(٣) أخرجه الترمذي (٤ / ٨٨) والحاكم (٢ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦) وأحمد (٦ / ٣٢٢) والطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٦٢) والواحدي في أسباب النزول» ص (١١٠) عن مجاهد عن أم سلمة.
وأعله الترمذي فقال : هذا حديث مرسل ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسلا : أن أم سلمة قالت كذا ...
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد من أم سلمة ووافقه الذهبي على تصحيحه.
والخبر ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٦٦) وزاد نسبته لعبد الرزاق وعبد بن حميد وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وذكره أبو الليث السمرقندي في بحر العلوم» (١ / ٣٥٠).