ما بعد [نعم](١) و «بئس» على الحال.
والقرين : المصاحب [الملازم](٢) وهو فعيل بمعنى مفاعل : كالخليط والجليس ، والقرن : الحبل (٣) ؛ لأنه يقرن به بين البعيرين قال : [البسيط]
١٧٩٦ ـ ............ |
|
وابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن (٤) |
قوله تعالى : (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً)(٣٩)
قوله : (وَما ذا عَلَيْهِمْ).
قد تقدم الكلام على نظيرتها ، و (ما ذا عَلَيْهِمْ) استفهام بمعنى الانكار.
قال القرطبي : «ما» : في موضع رفع بالابتداء ، و «ذا» خبره ، و «ذا» بمعنى الّذي ، وهذا يحتمل أن يكون الكلام قد تمّ هنا ، ويجوز أن يكون «وماذا» اسما واحدا ، ويكون المعنى أي : وأيّ شيء عليهم في الإيمان بالله ، أو ماذا عليهم من الوبال والعذاب يوم القيامة.
ثم استأنف بقوله : (لَوْ آمَنُوا) ويكون جوابها محذوفا ، أي : حصلت لهم السّعادة ، ويحتمل أن يكون [تمام] الكلام ب «لو» وما بعدها ، وذلك على جعل «لو» مصدريّة عند من يثبت لها ذلك ، أي : وما ذا عليهم في الإيمان ، ولا جواب لها حينئذ ، وأجاز ابن عطيّة (٥) أن يكون (وَما ذا عَلَيْهِمْ) جوابا ل «لو» ، فإن أراد من جهة المعنى فمسلّم (٦) وإن أراد من جهة الصّناعة ففاسد ؛ لأن الجواب الصّناعي لا يتقدّم عند البصريّين ، وأيضا فالاستفهام لا يجاب ب «لو» ، وأجاز أبو البقاء (٧) في «لو» أن تكون بمعنى «إن» الشّرطيّة ؛ كما جاء في قوله : (وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) [البقرة : ٢٢١] أي : وأيّ شيء عليهم إن آمنوا.
قال الجبائي (٨) : ولو كانوا غير قادرين ، لم يجز أن يقول الله ذلك ؛ كما لا يقال لمن هو في النّار معذّب : ماذا عليهم لو خرجوا منها ، وصاروا إلى الجنّة ، وكما لا يقال للجائع الذي لا يقدر على الطّعام : ماذا عليه لو أكل.
[وقال الكعبي](٩) لا يجوز أن يمنعه القدرة ، ثم يقول : ماذا عليه لو آمن ؛ كما [لا]
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) سقط في أ.
(٣) في أ : الحبال.
(٤) هذا صدر بيت لجرير وعجزه :
لم يستطع صولة البزل القناعيس
ينظر ديوانه (٣٢٣) والكتاب ١ / ٢٩٥ وشرح المفصل لابن يعيش ١ / ٣٥ واللسان (لزز) والدر المصون ٢ / ٢٢٧ ، ٣٦٣.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٥٣.
(٦) في أ : المسلم.
(٧) ينظر : الإملاء ١ / ١٨٠.
(٨) ينظر : تفسير الرازي ١٠ / ٨١.
(٩) ينظر : السابق.