استغفر ، غفر له وقرأ : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ) [النساء : ٦٤] الآية ، (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) [النساء : ٦٤] الآية (١).
وعن عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثني أبو بكر ، وصدق أبو بكر قال : ما من عبد يذنب ذنبا ، ثم يتوضّأ ، ويصلّي ركعتين ، ويستغفر الله ، إلا غفر له ، ثم تلا هذه الآية (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ)(٢) الآية قال ابن عطيّة (٣) : قوله : (يَجِدِ اللهَ) أي : يجد عنده المغفرة والرّحمة ، فجعل المغفرة كالمورد يرده التّائب](٤) المستغفر.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)(١١١)
(٥) والكسب عبارة عمّا يفيد جرّ منفعة ، أو دفع مضرّة ، ولذلك لم يجز وصف الباري ـ تعالى ـ بذلك ، وقيل : المراد بالإثم : يعني يمين طعمة بالباطل ، أي : ما سرقته ، إنّما سرقه اليهوديّ ، (فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ) فإنّما يضرّ به نفسه ، (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بما في قلب التّائب عند إقدامه على التّوبة [«حكيما»](٦) تقتضي حكمته ورحمته أن يتجاوز عن التّائب ، والمقصود منه : ترغيب العاصي في الاستغفار ، وألا ييأس من قبول التّوبة والاستغفار.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(١١٢)
قيل : المراد بالخطيئة : سرقة الدّرع ، وبالإثم : يمينه الكاذبة.
وقيل : الخطيئة : الصّغيرة ، والإثم : الكبيرة.
وقيل : الخطيئة : ما لا ينبغي فعله سواء كان بالعمد أو بالخطأ ، والإثم : ما يحصل بسبب العمد ؛ لقوله في الّتي قبلها : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ) فبيّن أن الإثم ما يستحقّ به العقوبة.
وقيل : هما بمعنى واحد ، كرر لاختلاف اللّفظ تأكيدا.
__________________
(١) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٣٨٧) وعزاه لعبد بن حميد عن ابن مسعود.
(٢) ذكره السيوطي بهذا اللفظ في «الدر المنثور» (٢ / ٣٨٨) وعزاه لابن أبي حاتم وابن السني في «عمل اليوم والليلة» وابن مردويه عن أبي بكر وللحديث شاهد من حديث أبي بكر أيضا ولكن ليس فيه ذكر الآية أخرجه أحمد (١ / ١١) وأبو داود (١٥٢١) والترمذي (٣٠٠٩) وابن ماجه (١٣٠٥) وابن حبان (٦١١) عن أبي بكر مرفوعا بلفظ : ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله إلا غفر الله له.
(٣) ينظر : المحرر ٢ / ١١١.
(٤) سقط في ب.
(٥) سقط في ب.
(٦) سقط في أ.