الشّعر (١) روى أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : سئل النبي صلىاللهعليهوسلم عن يوم الثلاثاء فقال : «يوم الدّم فيه حاضت حوّاء ، وفيه قتل ابن آدم أخاه» (٢).
قوله تعالى : (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)(٣١)
قوله تعالى : (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ)(٣).
هذه «اللام» يجوز فيها وجهان :
أحدهما : أنّها متعلّقة ب «يبحث» ، أي : ينبش ويثير التّراب للإراءة.
الثاني : أنها متعلّقة ب «بعث» ، والمعنى : ليريه الله ، أو ليريه الغراب ، و «كيف» معمولة ل «يواري» ، وجملة الاستفهام معلقة للرّؤية البصرية ، فهي في محلّ المفعول الثّاني سادة مسدّه ؛ لأن «رأى» البصرية قبل تعدّيها بالهمزة متعدّية لواحد ، فاكتسبت بالهمزة آخر ، وتقدّم نظيرها في قوله تعالى : (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) [البقرة : ٢٦٠] ومعنى : «يبحث» أي : يفتّش في التّراب بمنقاره ويثيره (٤) ، ومنه سمّيت سورة «براءة» البحوث ؛ لأنها فتّشت على المنافقين ، والسّوءة المراد بها : ما لا يجوز أن ينكشف من جسده ، وهي الفضيحة أيضا ، قال : [الخفيف]
١٩٥١ ـ ................ |
|
يا لقومي للسّوءة السّوآء (٥) |
ويجوز تخفيفها بإلقاء حركة الهمزة على الواو ، وهي قراءة (٦) الزّهري ، وحينئذ لا يجوز قلب هذه الواو ألفا ، وإن صدق عليها أنّها حرف علّة متحرك منفتح ما قبله ؛ لأنّ حركتها عارضة ، ومثلها «جيل» و «توم» مخفّفي «جيأل» و «توءم» ، ويجوز أيضا قلب هذه الهمزة واوا ، وإدغام ما قبلها فيها تشبيها للأصلي بالزّائد [وهي لغة](٧) يقولون في «شيء» و «ضوء» : شيّ وضوّ ، قال الشّاعر : [البسيط]
__________________
(١) وصدق صاحب الكشاف فيما قال ، فإنّ ذلك الشعر في غاية الركاكة لا يليق بالحمقى من المعلمين ، فكيف ينسب إلى من جعل الله علمه حجة على الملائكة. ينظر : الرازي ١١ / ١٦٤.
(٢) أخرجه ابن مردويه عن أنس كما في «كشف الخفاء» (٢ / ٥٥٦)
(٣) سقط في أ.
(٤) في أ : وينثره.
(٥) البيت لأبي زبيد وصدره :
لم يهب حرمة النديم وحقت
ينظر : الكشاف ١ / ٦٢٦ ، اللسان (سوأ) ، البحر ٣ / ٤٨٠ ، الدر المصون ٢ / ٥١٣.
(٦) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٨١ ، والدر المصون ٢ / ٥١٣.
(٧) سقط في ب.