في الأرض [مع ما في الأرض](١) إن جعلت الضّمير في «معه» عائدا على «ما» يكون معه حالا من «مثله».
وإذا كان ما في الأرض مع مثله كان مثله معه ضرورة ، فلا فائدة في ذكر «معه» لملازمة معيّة كل منهما للآخر.
وإن جعلت (٢) الضمير عائدا على «مثله» ، أي : مع مثله مع ذلك المثل ، فيكون المعنى مع مثلين ، فالتّعبير عن هذا المعنى بتلك العبارة عييّ ؛ إذ الكلام المنتظم أن يكون التّركيب إذا أريد ذلك المعنى مع مثليه.
وقول الزّمخشري : «فإن قلت» إلى آخر الجواب [هذا السؤال](٣) لا يرد ؛ لأنّا قد بيّنّا فساد أن يكون «الواو» واو «مع» ، وعلى تقدير وروده فهذا بناء منه على أنّ [«أن»](٤) إذا جاءت بعد «لو» كانت في محلّ رفع بالفاعليّة ، فيكون التقدير على هذا لو ثبت كينونة ما في الأرض مع مثله لهم ليفتدوا به ، فيكون الضّمير عائدا على «ما» فقط.
وهذا الذي ذكره هو تفريع منه على مذهب المبرّد (٥) في أنّ «أن» بعد «لو» في محل رفع على الفاعليّة ، وهو مذهب مرجوح ، ومذهب سيبويه (٦) : أن «أنّ» بعد «لو» في محلّ رفع مبتدأ.
والذي يظهر من كلام الزّمخشري هنا وفي تصانيفه أنّه ما وقف على مذهب سيبويه في هذه المسألة.
وعلى المفرع على مذهب المبرّد لا يجوز أن تكون «الواو» بمعنى «مع» والعامل فيها «ثبت» المقدّرة لما تقدم من وجود لفظة «معه» ، وعلى تقديره سقوطها لا يصحّ ؛ لأن «ثبت» ليس رافعا ل «ما» العائد عليها الضمير وإنما هو رافع مصدرا منسبكا من «أن» وما بعدها ، وهو كون ؛ إذ التقدير لو ثبت كون ما في الأرض جميعا لهم ومثله معه ليفتدوا به ، والضمير عائد على [ما] دون الكون ، فالرّافع الفاعل غير النّاصب للمفعول معه ، إذ لو كان إيّاه للزم من ذلك وجود الثّبوت مصاحبا للمثل [والمعنى على كينونة ما في الأرض مصاحبا للمثل ، لا على ثبوت ذلك مصاحبا للمثل ،](٧) وهذا فيه غموض.
وبيانه : أنّك إذا قلت : «يعجبني قيام زيد وعمرا» ، جعلت «عمرا» مفعولا معه ، والعامل فيه «يعجبني» [لزم](٨) من ذلك أن «عمرا» لم يقم ، وأعجبك القيام وعمرو.
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) في أ : كان.
(٣) سقط في أ.
(٤) سقط في أ.
(٥) ينظر : المقتضب ٣ / ٧٧.
(٦) ينظر : الكتاب ١ / ٤١٠.
(٧) سقط في أ.
(٨) سقط في أ.