نونه للإضافة ، ويحتمل أن يكون مفردا ، فيكتب : «أهل الله» ، فهو في اللفظ واحد.
وقرأ (١) جعفر الصّادق : «أهاليكم» بسكون الياء ، وفيه تخريجان :
أحدهما : أنّ «أهالي» جمع تكسير ل «أهلة» ، فهو شاذّ في القياس ؛ ك «ليلة وليال» ، قال ابن جني (٢) : «أهال» بمنزلة «ليال» واحدها أهلاة وليلاة ، والعرب تقول : أهل وأهلة ؛ قال الشاعر : [الطويل]
٢٠٤٧ ـ وأهلة ودّ سررت بودّهم |
|
................. (٣) |
وقياس قول أبي زيد : أن تجعله جمعا لواحد مقدّر ؛ نحو : أحاديث وأعاريض ، وإليه يشير قول ابن جنّي : «أهال بمنزلة ليال واحدها أهلاة وليلاة» ، فهذا يحتمل أن يكون [بطريق] السماع ، ويحتمل أن يكون بطريق القياس ؛ كما يقول [أبو زيد.
والثاني : أنّ هذا اسم جمع ل «أهل» قال الزمخشريّ : «كالليالي في جمع ليلة والأراضي في جمع أرض»]. قوله «في جمع ليلة ، وجمع أرض» أراد بالجمع اللغويّ ؛ لأنّ اسم الجمع جمع في المعنى ، ولا يريد أنه جمع «ليلة» و «أرض» صناعة ؛ لأنه قد فرضه أنه اسم جمع ، فكيف يجعله جمعا اصطلاحا؟.
وكان قياس قراءة جعفر تحريك الياء بالفتحة ؛ لخفّتها ، ولكنه شبّه الياء بالألف ، فقدّر فيها الحركة ، وهو كثير في النظم ؛ كقول النابغة : [البسيط]
٢٠٤٨ ـ ردّت عليه أقاصيه ولبّده |
|
ضرب الوليدة بالمسحاة في الثّأد (٤) |
وقول الآخر : [الرجز]
٢٠٤٩ ـ كأنّ أيديهنّ بالقاع القرق |
|
أيدي جوار يتعاطين الورق (٥) |
وقد مضى ذلك.
فصل
اختلفوا في قدر هذا الإطعام ، فقال قوم : يطعم كلّ مسكين مدا من طعام بمدّ النّبيّ
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢٣٠ ، والبحر المحيط ٤ / ١٣ ، والدر المصون ٢ / ٦٠١.
(٢) ينظر : المحتسب لابن جني ١ / ٢١٨.
(٣) صدر بيت لأبي الطمحان وعجزه :
وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلي
ورواية اللسان : «وأهلة ود قد تبريت ودهم» مادة (أهل) ، ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢٣٠ ، البحر المحيط ٤ / ١٣ ، الدر المصون ٢ / ٦٠١.
(٤) ينظر : ديوانه ٣ ، شرح القصائد ٧٣٨ الدر المصون ٢ / ٦٠٢.
(٥) البيت لرؤبة ينظر : ديوانه ١٧٥ ، الدرر ١ / ٢٩ ، الخصائص ١ / ٣٠٦ المحتسب ١ / ١٢٦ ، ابن الشجري ١ / ١٠٥ الدر المصون ٢ / ٦٠٢.