تقوموا ، وهو خطاب للأئمة بأن ينظروا إليهم ، ويستوفوا لهم حقوقهم ، ولا يدعوا أحدا يهتضم جانبهم» ، فهذا الوجه من النّصب غير الوجه المذكور قبله.
والخامس : أنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، أي : وقيامكم لليتامى بالقسط خير لكم ، وأول الأوجه أوجه ، والمعنى : أن تقوموا لليتامى بالقسط ، أي : بالعدل في مهورهن ، ومواريثهن.
ثم قال : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً) يجازيكم به.
[قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)(١٢٨)
وقوله : «وإن امرأة» : «امرأة» فاعل بفعل مضمر واجب الإضمار ، وهذه من باب الاشتغال ، ولا يجوز رفعها بالابتداء ، لأنّ أداة الشّرط لا يليها إلا الفعل عند جمهور البصريّين ، خلافا للأخفش ، والكوفيّين ، والتقدير : «وإن خافت امرأة خافت» ، ونحوه : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) [التوبة : ٦] ، واستدلّ البصريّون على مذهبهم : بأن الفعل قد جاء مجزوما بعد الاسم الواقع بعد أداة الشّرط في قول عديّ : [الخفيف]
١٨٨٧ ـ ومتى واغل ينبهم يحيّو |
|
ه وتعطف عليه كأس السّاقي (٢) |
قال بعضهم : خافت ، أي : علمت ، وقيل : ظنّت. قال ابن الخطيب (٣) : ولا حاجة لترك الظّاهر ؛ لأن الخوف إنّما يكون عند ظهور أمارات [تدلّ عليه](٤) من جهة الزّوج ، إمّا قوليّة أو فعليّة.
قوله (مِنْ بَعْلِها) يجوز أن يتعلّق ب «خافت» وهو الظّاهر ، وأن يتعلّق بمحذوف على أنه حال من : «نشوزا» إذ هو في الأصل صفة نكرة ، فلمّا قدّم عليها ، تعذّر جعله صفة ، فنصب حالا ، و «فلا» جواب الشّرط ، والبعل : يطلق على الزّوج ، وعلى السّيّد.
قوله (أَنْ يُصْلِحا) قرأ الكوفيون (٥) : «يصلحا» من أصلح ، وباقي السّبعة «يصّالحا» (١) سقط في ب.
__________________
(٢) ينظر البيت في ديوانه ص ١٥٦ ، والإنصاف ٢ / ٦١٧ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٦ ، ٩ / ٣٧ ، ٣٩ ، والدرر ٥ / ٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٨٨ ، والكتاب ٣ / ١١٣ ، وشرح المفصل ٩ / ١٠ ، ولسان العرب (وغل) ، والمقتضب ٢ / ٧٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٩ والدر المصون ٢ / ٤٣٦.
(٣) ينظر : تفسير الرازي ١١ / ٥٢.
(٤) سقط في ب.
(٥) يعني عاصما وحمزة والكسائي.
ينظر : السبعة ٢٣٨ ، والحجة ٣ / ١٨٣ ، وحجة القراءات ٢١٣ ، والعنوان ٨٥ ، وإعراب القراءات ١ / ١٣٧ ، ١٣٨ ، وشرح الطيبة ٤ / ٢١٧ وشرح شعلة ٣٤٤ ، وإتحاف ١ / ٥٢١.