أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

قائمة الکتاب

البحث

البحث في أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

تحمیل

شارك

في الأعيان ، ولهذا قال ثعلب : وتقول في الأمر والدين عوج وفي العصا ونحوها عوج ، كالجبال والأرض ، فكيف صح فيها المكسور في قوله تعالى : (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) [طه : ١٠٧]؟

قلنا : قال ابن السكيت : كل ما كان مما ينتصب كالحائط والعود قيل فيه عوج بالفتح ، والعوج بالكسر ما كان في أرض أو دين أو معاش ، فعلى هذا لا إشكال.

الثاني : أنه أراد به نفي الاعوجاج الذي يدرك بالقياس الهندسي ولا يدرك بحاسة البصر ، وذلك اعوجاج لاحق بالمعاني ، فلذلك قال فيه عوج بالكسر ، ومما يوضح هذا أنك لو سويت قطعة أرض غاية التسوية بمقتضى نظر العين بموافقة جماعة من البصراء ، واتفقتم على أنه لم يبق فيها عوج قط ، ثم أمرت المهندس أن يعتبرها بالمقاييس الهندسية وجد فيها عوجا في غير موضع ؛ ولكنه عوج لا يدرك بحاسة البصر. فنفى الله تعالى ذلك العوج لما لطف ودق عن الإدراك ، فكان لدقته وخفائه ملحقا بالمعاني.

[٦٨٤] فإن قيل : إن الله تعالى أخبر أن آدم عليه‌السلام نسي عهد الله ووصيته ، وأكل من الشجرة بقوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) [طه : ١١٥] وإذا كان فعل ذلك ناسيا فكيف وصفه بالعصيان والغواية بقوله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) [طه : ١٢١] فعاقبه عليه بأعظم أنواع العقوبة ، وهو الإخراج من الجنة؟

قلنا : النسيان هنا بمعنى الترك كما في قوله تعالى : (إِنَّا نَسِيناكُمْ) [السجدة : ١٤] أي تركناكم في العذاب ، وقوله تعالى : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) [التوبة : ٦٧] فمعناه أنه ترك عهد الله ووصيته ، فكيف يكون من النسيان الذي هو ضد الذكر ، وقد جرى بينه وبين إبليس من المجادلة والمناظرة في أكل الشجرة فصول كثيرة منها قوله : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ) [الأعراف : ٢٠] الآية فكيف يبقى مع هذا نسيان؟

[٦٨٥] فإن قيل : كيف قال الله تعالى : (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) [طه :

١١٧] ولم يقل فتشقيا ، والخطاب لآدم وحواء عليهما‌السلام؟

قلنا : لوجوه :

أحدها : أن الرجل قيم أهله وأميرهم ، فشقاؤه يتضمن شقاءهم كما أن معاداته تتضمن معاداتهم ، فاختصر الكلام بإسناد الشقاء إليه دونها لما كان متضمنا له.

الثاني : أنه إنما أسنده إليه دونها للمحافظة على الفاصلة.

__________________

[٦٨٤] تفسير المصنف النسيان هنا بمعنى الترك ، في حق آدم عليه‌السلام ، فيه جرأة على مقام الأنبياء ، ولا ندري ما الذي ألجأه إليه.