أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

قائمة الکتاب

البحث

البحث في أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها

تحمیل

شارك

مبعدون عنها بعد ورودها بالإنجاء المذكور بعد الورود ، فلا تنافي بينهما.

[٧٠٧] فإن قيل : كيف قال تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) [الأنبياء : ١٠٧] مع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن رحمة للكافرين الذين ماتوا على كفرهم بل نقمة ؛ لأنه لو لا إرساله إليهم لما عذبوا بكفرهم لقوله تعالى : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء : ١٥].

قلنا : بل كان رحمة للكافرين أيضا من حيث أن عذاب الاستئصال أخر عنهم بسببه.

الثاني : أنه كان رحمة عامة من حيث أنه جاء بما يسعدهم إن اتبعوه ، ومن لم يتبعه فهو الذي قصر في حقّ نفسه وضيع نصيبه من الرّحمة ؛ ومثله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كمثل عين ماء عذبة فجرها الله تعالى ، فسقى ناس زروعهم ومواشيهم منها فأفلحوا ، وفرّط ناس في السقي منها فضيعوا ، فالعين في نفسها نعمة من الله تعالى للفريقين ورحمة ، وإن قصر البعض وفرطوا.

الثالث : أن المراد بالرحمة الرحيم ؛ وهو صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان رحيما للفريقين ؛ ألا ترى أنهم لما شجّوه يوم أحد وكسروا رباعيته حتى خر مغشيا عليه ، فلما أفاق قال : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون؟

[٧٠٨] فإن قيل : كيف قال تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٩] مع إخباره تعالى إياهم بقرب الساعة بقوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ) [النحل : ١] وقوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) [القمر : ١] ونحوهما؟

قلنا : معناه ما أدري أن العذاب الذي توعدونه وتهدون به ينزل بكم عاجلا أو آجلا ، وليس المراد به قيام الساعة. ويرد على هذا الجواب أنه قريب على كل تقدير ؛ لأنه إن كان قبل قيام الساعة فظاهر ، وإن كان بعد قيام الساعة فهو كالمتصل بها لسرعة زمن الحساب ، فيكون قريبا أيضا.

[٧٠٩] فإن قيل : إذا كان المؤمنون يعتقدون أن الله تعالى لا يحكم إلا بالحق ، فما فائدة الأمر والإخبار المتعلق بهما بقوله تعالى : (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) [الأنبياء : ١١٢]؟

قلنا : ليس المراد بالحق هنا ما هو نقيض الباطل ؛ بل المراد به ما وعده الله تعالى إياه من نصر المؤمنين وخذلان الكافرين ، ووعده لا يكون إلا حقا ، فكأنه قال : عجل لنا وعدك وأنجزه ، ونظيره قوله تعالى : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ) [الأعراف : ٨٩].

الثاني : أنه تأكيد لما في التصريح بالصفة من المبالغة وإن كانت لازمة للفعل ، ونظيره في عكسه من صفة الذم قوله تعالى : (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) [آل عمران : ١١٢].