سورة الإخلاص
[١٢٣٢] فإن قيل : فالمشهور في كلام العرب أن الأحد يستعمل بعد النفي ، والواحد يستعمل بعد الإثبات ، يقال : في الدار واحد ، وما في الدار أحد. وجاءني واحد وما جاءني أحد ، ومنه قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [البقرة : ١٦٣] (الْواحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف : ٣٩] (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ) [التوبة : ٨٤] (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) [البقرة : ١٣٦] (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ) [الأحزاب : ٣٢] (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ) [الحاقة : ٤٧] فكيف جاء هنا أحد في الإثبات؟
قلنا : قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا فرق بين الواحد والأحد في المعنى ، واختاره أبو عبيدة ، ويؤيده قوله تعالى : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ) [الكهف : ١٩] ، وقولهم أحد وعشرون وما أشبهه. وإذا كانا بمعنى واحد لا يختص أحدهما بمكان دون مكان ، وإن غلب استعمال أحدهما في النفي والآخر في الإثبات. ويجوز أن يكون العدول عن الغالب هنا رعاية لمقابلة الصمد.