«خلق»](١) صلة ، فالمعطوف عليها يعطى حكمها ، ولكن ليس ثم رابط (٢) يعود [منها](٣) على الموصول.
ثمّ قال : «إلّا أن يكون على رأي من يرى الرّبط بالظّاهر كقولهم : «أبو سعيد الذي رويت عن الخدري» وهو قليل جدا لا ينبغي أن يحمل عليه كتاب الله».
قال شهاب الدين (٤) : إنّ الزمخشري إنّما يريد العطف ب «ثم» لتراخي ما بين الرتبتين ، ولا يريد التّراخي في الزّمان كما قد (٥) صرّح به هو ، فكيف يلزمه ما ذكر من الخلوّ عن الرابط؟.
وكيف يتخيل (٦) كونها للمهلة (٧) في الزمان كما ذكر أبو حيان (٨).
قوله : (٩) «بربّهم» يجوز أن يتعلّق ب «كفروا» ، فيكون «يعدلون» بمعنى يميلون عنه ، من العدول ، ولا مفعول له حينئذ ، ويجوز أن يتعلّق ب «يعدلون» وقدّم للفواصل ، وفي «الباء» حينئذ احتمالان :
أحدهما : أن تكون بمعنى «عن» و «يعدلون» من العدول أي : يعدلون عن ربهم إلى غيره.
والثاني : أنها للتعدية ويعدلون من العدل وهو التسوية بين الشّيئين ، أي : ثمّ الذين كفروا يسوون (١٠) بربّهم غيره من المخلوقين ، فيكون المفعول محذوفا.
وقيل معنى الآية كقول القائل «أنعمت عليكم بكذا ، وتفضّلت عليكم بكذا ، ثم تكفرون نعمتي».
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ)(٢)
اعلم أنّ هذا الكلام يحتمل أن يكون المراد منه ذكر دليل آخر من دلائل إثبات الصانع سبحانه وتعالى ، ويحتمل أن يكون المراد منه ذكر الدليل على صحة المعاد وصحة الحشر.
أمّا الأول فتقريره : أنّه ـ تعالى ـ لمّا استدلّ بخلقه السّموات وتعاقب الظّلمات والنّور على وجود الصّانع الحكيم أتبعه بالاستدلال بخلقه الإنسان على إثبات هذا المطلوب ، فقال : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) ، والمراد منه خلق آدم [لأن آدم
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) في ب : ترابط.
(٣) سقط في ب.
(٤) ينظر : الدر المصون ٣ / ٤.
(٥) سقط في أ.
(٦) في أ : يحتمل.
(٧) في أ : للمهملة.
(٨) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٧٤.
(٩) ينظر : الدر المصون ٣ / ٤.
(١٠) في ب : يساوون.