النبي صلىاللهعليهوسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام (١).
وقال عطاء : نزلت في أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وبلال ، وسالم ، وأبي عبيدة ، ومصعب بن عمير ، وحمزة ، وجعفر ، وعثمان بن مظعون ، وعمّار بن ياسر ، والأرقم بن أبي الأرقم وأبي سلمة بن عبد الأسد (٢).
قال ابن الخطيب (٣) : «وهاهنا إشكال ، وهو أن النّاس اتفقوا على أن هذه السّورة نزلت دفعة واحدة ، وإذا كان كذلك ، فكيف يمكن أن يقال في كلّ واحد من آيات هذه السّورة : إن سبب نزول هذه الآية الأمر الفلاني بعينه ، بل الأقرب أن تحمل هذه الآية على عمومها ، فكل من آمن بالله دخل تحت هذا التشريف».
فصل فيما يطلق عليه لفظ «السلام»
قال المبرّد (٤) : السّلام في اللغة على أربعة أشياء :
فمنها سلمت سلاما ، وهو معنى الدعاء.
ومنها أنه اسم من أسماء الله تعالى.
ومنها الإسلام.
ومنها الشّجر العظيم أحسبه مسمّى بذلك لسلامته من الآفات.
ومنها أيضا اسم للحجارة الصّلبة ، وذلك أيضا لسلامتها من الرّخاوة.
ثم قال الزّجّاج (٥) : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) هاهنا يحتمل أن يكون له تأويلان :
أحدهما : أن يكون مصدر : سلّمت تسليما وسلاما ، مثل «السّراح» من «التّسريح» ، ومعنى سلمت عليه سلاما : دعوت بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه ، والسّلام بمعنى التّسليم.
والثاني : أن يكون «السّلام» جمع «السلامة» ، فمعنى قولك : السّلام عليكم :السّلامة عليكم.
وقال ابن الأنباري (٦) : قال قوم : السلام هو الله تعالى ، فمعنى السّلام عليكم [يعني الله عليكم](٧) أي : على حفظكم ، وهذا بعيد في هذه الآية لتنكير السّلام ، ولو كان معرّفا لصحّ هذا الوجه.
فصل في الكلام على «السلام»
قال قوم (٨) : إنّه ـ تعالى ـ لمّا أمر الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن يقول لهم :
__________________
(١) أخرجه الطبري (٥ / ٢٠٠) عن عكرمة.
(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٢٠٠) عن عكرمة.
(٣) ينظر : الرازي ١٣ / ٣.
(٤) ينظر : الرازي ١٣ / ٤.
(٥) ينظر : المصدر السابق.
(٦) ينظر : الرازي ١٣ / ٤.
(٧) سقط في أ.
(٨) ينظر : الرازي ١٣ / ٥.