على أبيه وقومه عبادة الأصنام ، وبين الاستدلال عليهم بوحدانية الله ـ تعالى ـ ويجوز ألّا تكون معترضة إن قلنا : إن قوله : «فلما» عطف على ما قبله ، وسيأتي «والملكوت» مصدر على «فعلوت» بمعنى الملك ، وبني على هذه الزّنة ، والزيادة للمبالغة.
قال القرطبي (١) : وزيدت الواو النافية للمبالغة ، وقد تقدم ذلك عند ذكر (بِالطَّاغُوتِ) [البقرة : ٢٥٦].
والجمهور على «ملكوت» (٢) بفتح اللام.
وقرأ أبو السّمّال (٣) بسكونها ، وهي لغة ، والجمهور (٤) أيضا على «ملكوت» بتاء مثناة.
وعكرمة قرأها (٥) مثلثة ، وقال : أصلها «ملكوثا» باليونانية أو بالنبطية.
وعن النخعي هي «ملكوثا» بالعبرانية ، وعلى هذا قراءة الجمهور يحتمل أن تكون من هذا ، وإنما عرّبت الكلمة فتلاعبوا بها ، وهذا كما قالوا في اليهود بأنهم سمّوا بذلك لأجل يهوذا بن يعقوب بذال معجمة ، ولكن لما عرّبته العرب أتوا بالدّال المهملة ، إلا أن الأحسن أن يكون مشتقّا من الملك ؛ لأن هذه الزّنة وردت في المصادر ك «الرّغبوت» و «الرّهبوت» و «الرّحموت» و «الجبروت» و «الطّاغوت» وهل يختص ذلك بملك الله تعالى أم يقال له ولغيره؟.
فقال الراغب (٦) : «والملكوت مختصّ بملك الله تعالى وهذا الذي ينبغي».
وقال أبو حيّان (٧) : «ومن كلامهم : له ملكوت اليمن ، وملكوت العراق» ، فعلى هذا لا يختص.
والجمهور (٨) على «نري» بنون العظمة.
وقرىء (٩) : «تري» بتاء من فوق «إبراهيم» نصبا ، «ملكوت» رفعا ، أي : تريه دلائل الربوبية ، فأسند الفعل إلى الملكوت مؤوّلا بمؤنث ، فلذلك أنّث فعله.
فصل في المراد بالآية
قال ابن عبّاس : يعني خلق السماوات والأرض (١٠).
__________________
(١) ينظر : القرطبي ٧ / ١٧.
(٢) ينظر : الدر المصون ٣ / ١٠٣ ، البحر المحيط ٤ / ١٧١.
(٣) ينظر : الدر المصون ٣ / ١٠٣ ، البحر المحيط ٤ / ١٧١.
(٤) ينظر : الدر المصون ٣ / ١٠٣ ، البحر المحيط ٤ / ١٧١.
(٥) ينظر : الدر المصون ٣ / ١٠٣ ، البحر المحيط ٤ / ١٧١.
(٦) ينظر : المفردات ٤٧٣.
(٧) ينظر : البحر المحيط ٤ / ١٧٠.
(٨) الدر المصون ٣ / ١٠٣.
(٩) البحر المحيط ٤ / ١٧١ ، الدر المصون ٣ / ١٠٣.
(١٠) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٢٤١).