بعضها ك «ليس» ، فإنه لا يجيز حذف التاء منها لو قلت : «ليس هند قائمة» لم يجز.
الثاني : أن في «يكون» ضميرا يعود على الله تعالى ، و «له» خبر مقدّم ، و «صاحبة» مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر «يكون».
الثالث : أن يكون «له» وحده هو الخبر ، و «صاحبة» فاعل به لاعتماده وهذه أولى ممّا قبله ؛ لأن الجارّ أقرب إلى المفرد ، والأصل في الأخبار الإفراد.
الرابع : أنّ في «يكون» ضمير الأمر والشأن ، و «له» خبر مقدّم ، و «صاحبة» مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر «يكون» مفسّرة لضمير الشأن ، ولا يجوز في هذا أن يكون «له» هو الخبر وحده ، و «صاحبة» فاعل به ، كما جاز في الوجه قبله.
والفرق أن ضمير الشّأن لا يفسّر إلا بجملة صريحة ، وقد تقدّم أن هذا النّوع من قبيل المفردات ، و [«تكن»](١) يجوز أن تكون النّاقصة أو التامة حسبما تقدّم فيما قبلها.
وقوله : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) هذه جملة إخبارية مستأنفة ، ويجوز أن تكون حالا وهي حال لازمة.
فصل في إبطال نسبة الولد إلى الله تعالى عن ذلك
اعلم أنّ المقصود من الآية بيان إبطال من يثبت الولد منه تبارك وتعالى ، فيقال لهم : إما أن تريدوا بكونه ولدا لله تبارك وتعالى [كما هو المعهود من كون الإنسان ولدا لأبيه](٢) أو أبدعه من غير تقدّم نطفة ووالد ، وإما أن تريدوا بكونه ولدا لله كما هو المألوف ، وإما أن تريدوا بكونه ولدا لله مفهوما ثالثا مغايرا لهذين المفهومين ، أما الأول فباطل ؛ لأنه ـ تبارك وتعالى ـ وإن كان يحدث الحوادث في مثل هذا العالم الأسفل ، بناء على أسباب معلومة ، إلّا أنّ النصارى يسلمون أن العالم الأسفل محدث.
فصل في رد شبهة النصارى
وإذا كان كذلك لزمهم الاعتراف بأن الله ـ تعالى ـ خلق السّموات والأرض من غير سبق مادّة ، وإذا كان كذلك وجب أن يكون إحداثه للسموات والأرض إبداعا ، فلو لزم من مجرد كونه مبدعا [لإحداث عيسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ كونه والدا له لزم من كونه مبدعا](٣) للسموات والأرض أن يكون والدا لهما ، وذلك محال ، فلزم من كونه مبدعا لعيسى عليه الصّلاة والسلام ألّا يكون والدا لهما وهذا هو المراد من قوله : (بَدِيعُ (٤) السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وإنما ذكر السّموات والأرض فقط ، ولم يذكر ما فيهما ، لأن حدوث ما في السماوات والأرض ليس على سبيل الإبداع ، أمّا حدوث ذات السماوات والأرض ،
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) سقط في أ.
(٣) سقط في ب.