والثاني : أنه منصوب ب «أنشأ» مقدّرا ؛ وهو قول الفارسيّ و «من» تتعلّق بما نصب «اثنين».
والجمهور (١) على تسكين همزة «الضّأن» وهو جمع ضائن وضائنة ؛ كتاجر وتاجرة وتجر ، وصاحب وصاحبة وصحب ، وراكب وراكبة وركب.
وقرأ الحسن وطلحة بن مصرّف وعيسى بن عمر : «الضّأن» بفتحها ؛ وهو إمّا جمع تكسير لضائن ؛ كما يقال : خادم وخدم ، وحارس وحرس ، وطالب وطلب ، وإما اسم جمع ، ويجمع الضّأن على ضئين ؛ كما يقال : كلب وكليب ؛ قال القائل : [الطويل]
٢٣٦٣ ـ .......... |
|
... فبذّت نبلهم وكليب(٢) |
وقيل : الضّئين والكليب اسما جمع ، ويقال : ضئين بكسر الضّاد ، وكأنها إتباع لكسر الهمزة ؛ نحو : بعير وشعير بكسر الباء والشّين لكسر العين ، و «الضّأن» معروف وهو ذو الصّوف من الغنم ، و «المعز» : ذو الشّعر منها.
فصل فيما يقال في الجمع من النّعم ونحوه
قال الجوهري : يقال : صرمة من الإبل ، وقطيع من الغنم ، وكوكبة من الفرسان ، وكبكبة من الرّجال ، وخرقة من الغلمان ، ولمّة من النّساء ، ورعيل من الخيل ، وسرب من الظّباء ، وعرجلة من السّباع ، وعصابة (٣) من الطّير ، ورجل من الجراد وحشرم من النّخل.
وقال غيره : يقال أيضا : سرب من القطا.
قال الشّاعر في ذلك : [الطويل]
٢٣٦٤ ـ أسرب القطا هل من يعير جناحه |
|
لعلّي إلى أرض الحبيب أطير (٤) |
وقرأ أبان بن عثمان : اثنان بالرّفع على الابتداء ، والخبر الجارّ قبله ، وقرأ ابن (٥) كثير وأبو عمرو وابن عامر : «المعز» بفتح العين والباقون بسكونها ، وهما لغتان في جمع ماعز ، وقد تقدّم أن فاعلا يجمع على فعل تارة ، وعلى فعل أخرى ؛ كتاجر وتجر وخادم وخدم ، وتقدّم تحقيقه ، ويجمع أيضا على معزى وبها قرأ أبيّ ؛ قال امرؤ القيس : [الوافر]
__________________
(١) ينظر : المحتسب ١ / ٢٣٤. الدر المصون ٣ / ٢٠٢.
(٢) تقدم.
(٣) في أ : عقابه.
(٤) نسب البيت للمجنون ، وللعباس بن الأحنف ، ينظر : ديوان الأول ص ١٠٦ ، وديوان الثاني ص ١٦٨ ، وتخليص الشواهد ص ١٤١ ، والدرر ١ / ٣٠٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٣ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٣١ ، وأوضح المسالك ١ / ١٤٧ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٦٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٨٠ ، ٨١.
(٥) ينظر : النشر ٢ / ٢٦٦ اتحاف فضلاء البشر ٢ / ٣٦ إعراب القراءات ١ / ١٧٢. السبعة ٢٧١ الحجة لأبي زرعة ٢٧٥ الحجة لابن خالويه (١٥٢) التبيان ١ / ٥٤٤ الدر المصون ٣ / ٢٠٣.